إسدال الستار على فعاليات الملتقى الدولي الخامس للطريقة القادرية بدار الثقافة ورقلة

 فيما أشاد ضيوف الجزائر بحسن الاستقبال وكرم ضيافة بلد السلم والمصالحة

شهدت مساء أمس الخميس قاعة المحاضرات الكبرى بدار الثقافة مفدي زكرياء وسط مدينة ورقلة، حفل اختتام فعاليات الملتقى الدولي الخامس للطريقة القادرية، الذي تنظمه المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا، بمشاركة كوكبة من المشايخ والعلماء والأساتذة والباحثين المختصين من داخل وخارج الوطن.

الملتقى المذكور الذي دارت أشغاله على مدار ثلاثة أيام، بدار الثقافة مفدي زكرياء وسط مدينة ورقلة ومقر الزاوية الكائن ببلدية الرويسات، ناقش من خلال جملة من المداخلات والجلسات والورشات والكراسي العلمية موضوع غاية في الأهمية والمحتوى ألا وهو “دور المرجعية الوطنية في أمن واستقرار الدولة الجزائرية”، في الوقت الذي تشهد الجزائر محاولات لنشر الفكر المتطرف الذي بدأ يتوغل إلى عقول الشباب خاصة، من خلال ظهور الفرق الطائفية الضالة والخارجة عن المرجعية الدينية بأبعادها الوطنية المستمدة من روح السنة الشريفة المطهرة، وهو ما جعل من إدارة الملتقى الذي يحظى برعاية فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وإشراف والي ولاية ورقلة تدق ناقوس الخطر أمام هذا الخطر على وحدة وتماسك المجتمع الجزائري برمته، حيث شدد الشيخ الحسن حساني شيخ المشيخة العامة للطريقة القادرية في كلمته يوم إفتتاح الملتقى على أن الوحدة الوطنية تعد خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، من أي كان وبأية صفة كانت وتحت أي غطاء كان، كما نوه لضرورة توحيد الصف والطرق الصوفية بما يخدم المرجعية الوطنية، من خلال تأمين عقول وأفكار الشباب الجزائري وتحصين الهوية الوطنية من الثقافات الدخيلة، وبالتالي أمن واستقرار الدولة الجزائرية ، والعقيدة السنية الأشعرية، والتي هى عقيدة أهل السنة والجماعة، مؤكدا فضيلته على الدور الكبير الذي يلعبه التصوف الإسلامي فى حماية المجتمعات الإسلامية من التشدد والتطرف.

وبعد ثلاثة أيام من المداخلات العلمية العامة والمتخصصة والكراسي التوعوية التي احتضنتها ساحة الزاوية، بعد التشاور والمناقشات وتبادل وجهات النظر خرجت لجنة صياغة التوصيات، بجملة من النقاط تترجم في مضمونها على أهمية الدور الذي قامت به الزوايا والطرق الصوفية في الحفاظ على المرجعية الوطنية وثوابت الامة، والحرص على صيانة مكتسبات الشعب الجزائري ومؤسساته السيادية، إضافة الة خاصية الانفتاح الكامل نحو الزوايا والطرق الصوفية وضرورة الحوار وحسن التعامل مع الآخر وسائر مكونات المجتمع، وانطلاقا من المسؤولية التي تحلى بها المشاركون بمختلف جنسياتهم ومشاربهم الفكرية وتخصصاتهم العلمية، من أجل تأصيل الحكم الفقهي الضامن لحفظ المرجعية الوطنية وأبعادها الدينية المتمثلة في المذهب المالكي وفقه السادة الاشاعرة وطريق الجنيد السالك، أوصت لجنة التوصيات ضرورة استثمار الخطاب الصوفي في ترقية وترسيخ قيم المرجعية الوطنية والمواطنة والحرص التام نحو الحفاظ على هوية الامة ، وأيضا ضرورة توظيف الوسائل الحديثة في التواصل الإيجابي الحامل للفكر الصوفي السامي، على حتمية إدراج موضوع التصوف وأعلامه وطبقات الصوفية في المنظومة التعليمية، وفتح كلية للدراسات الإسلامية الصوفية بجامعة ورقلة مما يخدم المنطقة المعروفة بنخبتها وكوادرها العلمية والفكرية عبر الأزمنة المتعاقبة ، كما أوصت التوصيات التي تلاها الإعلامي حكيم عزي أحد مؤطري الملتقى على بناء مدونة شاملة لمصطلحات المرجعية الوطنية والتعايش بما يثري المنظومة الصوفية بكل روافدها واتجاهاتها، والعمل على إرساء ثقافة الحوار وإبراز قيم المرجعية لتجفيف منابع الغلو والتطرف مع إستلهام جهود الطريقة القادرية في ترسيخ الهوية الوطنية والخصوصية المذهبية، إضافة على فتح قنوات تواصل مع الطرق الصوفية داخليا وخارجيا ومناشدة السلطات العليا للبلاد لضرورة اعتماد قانون لدسترة وحماية  المرجعية الوطنية، والعمل مع مؤسسة الأمير عبد القادر  من أجل حماية شخصية الأمير ومنها هوية الجزائر على أن يكون الملتقى في طبعته السادسة حول شخصية الأمير عبد القادر الجزائري.

وفي آخر الحفل الروحي الكبير توجه شيخ المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا الأستاذ الحسن حساني، بصادق الشكر والامتنان لفخامة رئيس الجمهورية على رعايته الكريمة لفعاليات الملتقى، ومن خلاله للقيادة العليا فضل التسهيلات المقدمة لإدارة الملتقى وضيوفه، مخصصا تحيته وصادق دعائه للجيش الوطني قيادة وأفرادا وكل قيادات الوطن الأمنية (الدركية والشرطية والجمركية والإدارية) لما يقومون به في سبيل حماية البلاد والعباد والوحدة الترابية القطرية للامة الجزائرية.

عماره بن عبد الله.

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: