محمد الصادق للجديد:”المبادرة موجهة لنشطاء البيئة والسلطات المحلية بغرداية للقضاء على البعوض بيولوجيا”

  المبادرة اقترحها ناشط إعلامي، المجتمع المدني تفاعل معها والسلطات الولائية رحبت بها

تعرف بلدية العطف بغرداية هذه الأيام نشاطا بيئيا واسعا انطلق منذ إحياء اليوم الوطني للشجرة الموافق للخامس والعشرين أكتوبر من كل عام وتتواصل إلى الخامس والعشرين نوفمبر الداخل ويتمثل النشاط في غرس كميات معتبرة من أشجار الكاليتوس العلاجية والنحلية بساقية المياه الصاعدة بواد مزاب والتي شكلت بؤرة تكاثر البعوض الناقل للكثير من الأمراض وتهدف المبادرة إلى تجفيف منابع تكاثر البعوض بيولوجيا عبر أشجار الكاليتوس التي لها خاصية كبيرة لامتصاص مياه البرك والمستنقعات وهو ما يوفر بيئة صحية سليمة.

جريدة الجديد اليومي حاورت الناشط الجمعوي والإعلامي الذي اقترح هذه المبادرة منذ أوت الماضي وهو الصحفي بإذاعة الجزائر من غرداية ابن بلدة تجنينت بلدية العطف بغرداية السيد محمد الصادق بن يحي طالب باحمد ( 28 سنة ) فكان لنا معه هذا الحوار القيم.

الجديد اليومي : بداية أستاذ محمد لماذا فكرتم في هذه المبادرة ؟

  محمد الصادق : أشكرك أخي الفاضل عماره بن عبد الله وأشكر قلمك الإيجابي الذي عودنا على دعم المبادرات البناءة في مجتمعنا الجزائري وفي وقت نحن أحوج إلى تغليب الجوانب الإيجابية التي تزخر بها جزائنا الحبيبة لنغرس الأمل في النفوس ونحارب اليأس ، فكرنا في هذه المبادرة لأننا لاحظنا في الصائفة الماضية وجود أعداد معتبرة من البعوض في سابقة فريدة من نوعها واشتكى المواطنون كثيرا من لسعات البعوض وتخوف آخرون من احتمالية انتشار بعض الأمراض الفتاكة وشخصيا قمت بإعداد ريبورتاج إعلامي قادني إلى الميدان أين بحثت عن أسباب هذه الظاهرة بالرغم من أن السلطات لم تقصر في واجبها فيما يتعلق بمكافحة البعوض ولاحظت ان سبب ذلك يعود إلى القصب الفوضوي الذي انتشر وسط ساقية المياه الجوفية لواد مزاب انتشارا رهيبا وتسبب هذا النوع من العشب في محاصرة أسماك القمبوزية الذي استقطبته السلطات للقضاء على بيوض ويرقات البعوض وضمن هذا العشب كذلك حماية لهذه الحشرة الضارة فشكلت معسكرا آمنا لها وهو ما تسبب في مشاكل ارتفاع حالات لسع البعوض للناس في الصائفة المنصرمة ووجدت أنه لا بد من فكرة ما للقضاء بيولوجيا على البعوض وعلى هذا العشب الفوضوي مع مرور الزمن فكانت فكرة مبادرة ” الشريط الأخضر للكاليتوس على طول مجرى واد مزاب الذي يمر عبر أربع بلديات الضاية ، غرداية ، بنورة ، العطف فقمت أواخر شهر أوت 2018 بإعداد فيديو على قناتي “المبادرة ” ونشرتها إحدى أكبر الصفحات التواصل الإجتماعي وهي صفحة أخبار غرداية مشكورين القائمين عليها ولاقت تجاوبا كبيرا من المجتمع المدني .

الجديد اليومي : فيم تتمثل طبيعة المشروع  ؟

  محمد الصادق : المشروع يتمثل في غرس أشجار الكاليتوس العلاجية والنحلية وسط مجرى مزاب على طول ساقية المياه الجوفية الصاعدة على وجه الأرض والتي تعد نعمة ربانية لم نحسن استغلالها ويتم التبرع بالفسائل عن طريق المحسنين لغرسها على مراحل بسواعد الأطفال والشباب وهناك حتى من تبرع بالمال لتخصيص يد عاملة مؤهلة لغرس كمية من أشجار الكاليتوس التي تغرس على شكل متباعد حوالي 20 إلى 30 متر بين الفسائل لتمكين آلات البلدية من تنقية مجرى الوادي كلما تطلب الأمر ذلك والفسائل لا تحتاج إلى تعهد بسقايتها لان جذورها على الماء ونأمل أن تعم البلديات الأربع لواد مزاب .

 الجديد اليومي : ماهي أهداف مبادرة الشريط الأخضر للكاليتوس بمزاب ؟

 محمد الصادق : سؤال وجيه ، في الحقيقة أهداف المبادرة متعددة اقتصادية ، بيئية ، سياحية ، صحية وتربوية فأما عن الهدف الاقتصادي فإن المبادرة إن نجحت ستوفر الأموال على البلديات فيما يتعلق بمكافحة البعوض المكلفة للخزينة إضافة إلى تشجيع النحالين بالولاية من خلال توفير غذاء النحل عبر أشجار الكاليبتوس المعروفة بكثرة إزهارها وجودة عسل النحل الناتج عنها ، وبيئيا المشروع يحافظ على التنوع الإيكولوجي من خلال توفير فضاء حي لمختلف الكائنات الطبيعية الصديقة للبيئة على غرار الطيور بمختلف أنواعها والمحافظة عليها من خطر الانقراض وكذا النحل والفراشات …. إلخ  وسيسهم في إنتاج كميات معتبرة من الأوكسجين وامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون لذا فهو يسهم في تلطيف الجو ويقلل من أضرار التلوث وهدف آخر يكمن في إعمال مبدأ المكافحة البيولوجية والتقليل من المكافحة الكيميائية حفاظا على الطبيعة  وأما عن الهدف السياحي فلا يخفى عليك أن غرداية منطقة سياحية بامتياز وخاصة قصور مزاب التي تستقبل سنويا سياحا أجانب وجزائريين في عدة مواسم خاصة في موسم الربيع وتزيين المحيط بأشجار الكاليتوس سينعش القطاع السياحي لما للغطاء النباتي من أثر بالغ في توفير المناظر الخلابة التي تسر وتجذب الناظرين ، وأما صحيا فهو يضمن وقاية بيولوجية للأمراض المتنقلة عن طريق الحشرات من خلال تمكين أسماك القمبوزيا من العيش في الساقية بشكل مريح لذا سيعمل على تكاثرها وسيسهل أمامها القضاء على بيوض ويرقات البعوض أيضا يقضي ويجفف البرك السبخية المنتشرة في بعض مناطق واد مزاب فأشجار الكاليبتوس معروفة علميا بخاصية امتصاص  عالية للمياه  هذا فضلا عن مكافحة الأنفلونزا الموسمية من خلال أشجار الكاليبتوس وإنعاش الجو بالهواء النقي .

الجديد اليومي : كيف وجدتم التفاعل مع مبادرتكم وهل راسلتم السلطات الولائية بشأنها ؟

محمد الصادق : شكرا على هذا السؤال ، بالنسبة لتفاعل المجتمع المدني فكان واضحا وهناك ترحيب كبير جدا من مختلف شرائح المجتمع وأريحية المحسنين في التفاعل مع المشروع كانت مشجعة من خلال جلب فسائل الكاليتوس ولاحظت هناك تلقائية محفزة وقد انطلق المشروع بجهة حي أسجلاف ببلدية العطف بمناسبة اليوم الوطني للشجرة وتتواصل إلى غاية 25 نوفمبر الداخل وقد اخترنا لها شعار ” نوفمبر ثورة بيئية بغرداية ” وهناك همة كبيرة لدى المهتمين بالمبادرة ، أما على الصعيد الرسمي فاسمح لي أن أوجه كلمة شكر وتقدير لوالي غرداية المحترم السيد عز الدين مشري الذي من أولوياته الاهتمام بالجانب البيئي وتشجيع المبادرات وقد راسلته في سبتمبر الماضي وتجاوب مع المبادرة بشكل ممتاز و أمر مؤخرا بجلب أشجار الكاليتوس لفائدة المشروع وقد استلمنا كمية معتبرة هذه الأيام من طرف مديرية الغابات التي نشكر مديرها على الاهتمام كما نشكر أيضا رئيس دائرة بنورة كذلك على التشجيع .

الجديد اليومي : ماهي كلمتكم الأخيرة ؟

 محمد الصادق : أولا أجدد لكم الشكر على مجهوداتكم وعلى إتاحتي لهذه الفرصة ضمن جريدتكم القيمة ، وثانيا أوجه ندائي لجميع سكان ولاية غرداية أن يواصلوا مجهوداتهم للنهوض ببيئتنا فغرداية تزخر بطاقات شبانية ولدينا حركة جمعوية نشطة وهناك إمكانيات تمكننا أن نصل للمراتب العليا في المجال البيئي على المستوى الوطني فقط بخلق التطوع ” تويزة ” وعلينا أن نتحلى بقيمة المبادرة لأن الواقع يصنع نجاحه المبادرون ويتسبب في إخفاقه الفاشلون والعاجزون وأملي أن ينتشر هذا المشروع عبر كامل بلديات واد مزاب الأربعة بتلقائية المتطوعين وأريحية المحسنين ويد بيد نحقق المأمول لأن غرداية يبنيها الجميع ويحميها الجميع ويخضرها الجميع .

حاوره: عماره بن عبد الله

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: