وسط ارتياح كبير على حسن التنظيم والتأطير وأهمية توصياته، إختتام ملتقى جامعة الوادي حول المستجدات الفقهية من أحكام الاسرة

  رئيس اللجنة العلمية الدكتورة حياة عبيد: “الفقيه أبو غدة انسان جد متميز في علمه وخلقه ولنا معه علاقات مميزة” 

شهدت مساء أمس الخميس قاعة المحاضرات الكبرى أبو القاسم سعد الله بالحرم الجامعي بولاية الوادي، حفل اختتام فعاليات الملتقى الدولي الثاني، الذي نظمه قسم الشريعة بمعهد العلوم الإسلامية بذات الجامعة، تنسيقا مع مخبر الدراسات الفقهية والقضائية بذات المعهد، ومشاركة كوكبة من الأساتذة والباحثين المختصين وخبراء القانون والشريعة، من داخل وخارج الوطن.

الملتقى المذكور والذي تطرق الى محور المستجدات الفقهية من أحكام الاسرة، وما لهذه المستجدات من أهمية في حياة الاسرة المسلمة ، في ظل ما يحاك بها من تحديات اجتماعية وفكرية وعقادية، أي في الوقت الذي تشهد الحياة الاجتماعية تغيرات مذهلة في مجالات عدة، وهذا ما جعل إدارة الملتقى على حد قول رئيسه البروفسيور رحماني  إلى حسن التتبع لهاته المستجدات في جميع مراحلها وباختلاف سرعاتها وإسعافها بأحكام فقهية تحمي الأسرة وتحافظ على كيانها وأدائها ورفع مستواها ، ومن ثم يضيف رحماني تبيان الأحكام الفقهية لأبرز المستجدات المؤثرة على حياة الأسرة ومستقبلها، وذلك بواسطة طرح جملة من الأهداف كإبراز مقاصد الشريعة الإسلامية في أحكام الأسرة وسبل استثمارها وتفعيلها، وبيان معالم منهجية البحث النوازلي في أحكام الأسرة وسبل توظيفه، ناهيك عن ضرورة التوجيه للبحث الفقهي المثمر المرتبط باحتياجات المجتمع وسبل النهوض به، إضافة الى دعم كفاءات الباحثين في التنزيل الفقهي الصحيح للأحكام على الوقائع والمستجدات، مع الاستفادة من الكفاءات العلمية في مجالات الطب والقانون والعلوم الاجتماعية لأجل خدمة الأسرة.

ولعل ما ميز الملتقى تلك المداخلة التي تصدرت مداخلاته، بل الابرز وقعا وتأثرا واهتماما لدى إدارة الملتقى والمشاركين والحضور ، مداخلة العلامة الفقيه حسن عبد الغني أبو غدة بعنوان “موقف العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من الأسرة والمرأة “، من جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم بتركيا التي ألقاها عبر الانترنت ، وعن أهمية المداخلة وصاحبها تقول الدكتورة حياة عبيد رئيس اللجنة العلمية للملتقى، كون الفقيه أبو غدة درس عدد كبير من الأساتذة في الجزائر، وهناك من هم متواجدون ضمن أشغال الملتقى، كما أنه تضيف مسؤولة شعبة فريق التكوين لقسم الشريعة، رئيسة مشروع الدكتوراه بذات الشعبة، أن أبو غدة انسان جد متميز في علمه وخلقه ولنا معه  أي بمعهد العلوم الإسلامية علاقات مميزة وخاصة ومتواصلة مع الاساتذة والطلبة، من خلال وسائل إتصال مختلفة وأيضا بمناسبة لقاءاتهم العلمية اثناء تربصاتهم في تركيا على حد قول عضو فريق مخبر الدراسات الفقهية والقضائية، نائب رئيس تحرير مجلة الدراسات الفقهية والقضائية ، لدرجة تضيف عضو لجنة صياغة التوصيات الدكتورة عبيد كان الكل متشوق للقائه واكرامه، للأسف لم تتح له الفرصة لهذا تفاعل الجميع بمحاضرته عبر الفيديو، فكانت المحاضرة ولو عن طريق الفيديو تواصل علمي واخوي وتعبير عن محبة صادقة تجمع الفقيه أبو غدة ببقية طلبيته ومحبيه وهذا شرف كبير لأدراه الملتقى.

وبعد يومين متتالين من المداخلات العلمية العامة والمتخصصة التي ناهزت 60 مداخلة والورشات البحثية، بعد التشاور والمناقشات وتبادل وجهات النظر خرجت لجنة صياغة التوصيات، بجملة من النقاط تترجم في مضمونها أهمية ودور رسالة الجامعة في خدمة المجتمع، وتقديم الحلول الأفضل والنماذج الأمثل للرفع من أدائه وتنميته، وأيضا المسؤولية التي تحلى بها المشاركون بمختلف جنسياتهم ومشاربهم الفكرية وتخصصاتهم العلمية، من أجل تأصيل الحكم الفقهي الضامن لحفظ مقاصد نظام الأسرة والحريص على حمايتها من الأخطار، وعليه أوصت اللجنة التي يترأسها البروفيسور إدريس اجويلل من المملكة المغربية الشقيقة، إلى تعميق البحث في المستجدات المعاصرة المتعلقة بالأسرة، والحرص على إيجاد فضاءات معرفية يجتمع فيها أصحاب التخصصات المختلفة لتبادل الآراء وبحث المستجدات المتعلقة بالأسرة، ناهيك ضرورة العمل على إثراء قوانين الأسرة في العالمين العربي والإسلامي بالتنصيص على المسكوت عنه، وإعادة صياغة بعضها الآخر بما يتوافق ومقاصد الشرع وروح القانون وطبيعة الواقع، كما أوصت التوصيات التي تلاها عضو اللجنة رئيس المجلس العلمي لمعهد العلوم الإسلامية الأستاذ الدكتور يوسف عبد اللاوي، الى  توسيع دائرة الأبحاث الخاصة بمقاصد الأسرة واستثمارها في معالجة المستجدات المعاصرة، وإعادة تفعيل دور الأسرة في إحياء منظومة القيم، وأيضا الاهتمام الأمثل بمزيد من العناية بمسائل الأحوال الشخصية المتعلقة بالأقليات المسلمة في بلاد المهجر، كما نوهت توصيات الملتقى الدولي الثاني لمعهد العلوم الإسلامية بجامعة الشهيد حمه لخضر بولاية الوادي على حث وسائل الإعلام واستغلال شبكات التواصل الاجتماعي في بث التوعية في مسائل الأسرة عموما والمستجدات خصوصا، إضافة إلى نشر أعمال الملتقى في مجلة علمية محكمة وتوزيعها على المؤسسات العلمية داخل الوطن وخارجه.

عماره بن عبد الله

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: