خبراء اقتصاديون بين التأييد والمعارضة
انطلاقا من الأوضاع التي تمر بها السعودية يرى بعض الخبراء الجزائريين ضرورة استغلال الجزائر للوضع وتقوية شراكتها الاقتصادية مع السعودية في مختلف المجالات إلا أن البعض الآخر يعارض هذا الطرح .
وأفاد الخبير الاقتصادي الدولي علي لطرش في تصريح لـ” TSA عربي” أن السعودية يمكن أن تمول الكثير من المشاريع الاقتصادية الوطنية كون السعودية تمتلك مشاريع متطورة علميا وتكنولوجيا خصوصا في مجال الفلاحة وأعطى علي لطرش المثال بتحقيق السعودية للاكتفاء الذاتي من مادة الحليب بالرغم من أراضيها الصحراوية وبالمقابل يمكن الاستفادة من هكذا مشاريع في صحراء الجزائر الشاسعة .
كما أشار الخبير الاقتصادي الدولي الى إمكانية تحويل جزء من الاستثمارات السعودية بأمريكا وكذلك استقطاب المستثمرين السعوديين بأمريكا للاستثمار بالجزائر على أساس المناخ الأمني والاقتصادي الممتاز، كما يمكن طلب إنشاء صندوق سيادي سعودي بالجزائر لان هكذا استثمارات تحتاج الى تعديل بعض القواعد القانونية المنضوية تحت سياق قانون القرض والنقد الذي لم يعدل مؤخرا الا بشكل نسبي.
ونوه علي لطرش بأن السعودية تعد من أهم البلدان التي يمكن أن تساعد الجزائر بالدخول في تكتل اقتصادي مع بعض دول الخليج ومن ذلك إنشاء مناطق اقتصادية حرة بين السعودية والجزائر.
وعلى النقيض من ذلك استبعد الباحث السياسي والخبير في العلاقات الدولية مصطفى بخوش في تصريح لـ” tsa عربي” استفادة الجزائر من الوضع الذي تمر به السعودية وبدأ بحديثه عن التسويق الاقتصادي لان أفضل الإعلانات تعجز عن تسويق منتج رديء لا تتوافر فيه مقومات المنافسة المرتبطة أساسا بالجودة والسعر.
وأضاف “لا يمكن تجميل صورة الدولة في الداخل والخارج على حد سواء وطبقتها السياسية تمارس الأمية بامتياز ومؤسساتها الدستورية معطلة واقتصادها هش مرتبط بتقلبات سعر برميل النفط ”
مشيرا الى أن كل هذا في الحقيقة ينطبق على الجزائر التي تغرق في مشاكل عديدة عجزت الطبقة السياسية على تجاوزها اخرها ازمة البرلمان وهو ما انعكس سلبا على اداء الحكومة في الداخل والخارج في شكل فشل وعجز رهيب على تجنيد الرأي العام في الداخل من جهة وعلى استقطاب استثمارات اجنبية من الخارج ثانيا
لذلك لا يعتقد مصطفى بخوش أن الجزائر قادرة على اقتناص الفرص المتاحة اليوم في مجال التعاون مع السعودية رغم كثرتها وتنوعها وذلك بسبب غياب الرؤية والاستراتيجية لدى الحكومة وبسبب التخبط الذي تعيشه مختلف المؤسسات اليوم.
رشيد.ع