فخار يكسر بعضه بوحجة وبار- لمان الجزائر

الدكتور مرزوقي  مرزوقي

 

ذهب حمار ليشتكي للأسد ملك الغابة من النمر، الذي يضربه كل مرة ظلما، فسأله الاسد عن سبب ذلك فرد الحمار: كلما يراني النمر يسألني لماذا لا أرتدي القبعه، ثم يصفعني على وجهي…؟؟ فقال الأسد: سأنظر في أمرك وامنع النمر من تكرار ذلك.

استدعى الأسد النمر وسأله: ما قصة القبعة؟ فقال النمر: هو مجرد سبب أختلقه لضرب الحمار، فقال الأسد : ابحث عن سبب يكون اكثر اقناعا … فرد النمر مثل ماذا؟ .

فكر الأسد قليلا وقال له : اطلب من الحمار ان يأتيك بتفاحة و فاذا جاء بها حمراء اضربه وقله لما لم تأتي بها صفراء، واذا جاء بها صفراء اضربه وقل له لما لم تأتي بها حمراء …

فرح النمر بالفكرة ، وفي اليوم التالي رأى الحمار فطلب منه أن يأتيه بتفاحة، فقال الحمار: هل تريدها صفراء أم حمراء؟ فغضب النمر وصفعه على وجهه وقال له لماذا لا ترتدي القبعة؟

ما يجري اليوم على مستوى الغرفة السفلى يعكس حقيقة مستوى الغرفة ونوابها، ليس دفاعا عن بوحجة الذي يعرف المسالك والطرق الحقيقية، فلا يوجد حاج لا يعرف الطرق والمسالك التي تؤدي الى الكعبة …؟

بوحجة يدرك كل الادراك ان من يقفون ضده لا يريدون التفاحة الحمراء ولا الصفراء، ولا حتى القبعة … فالنظام الذي سطى على ارادة شعب بأكمله ولمدة تزيد عن قرابة 20 سنة عرفت فيها الجزائر اكبرا واخطر عمليات النهب والاختلاس والاجرام من قضية الخليفة وقضية سونطراك 1 وقضية سونطراك2 وقضية الكوكايين …. وغيرها من القضايا التي لا تحصى. نظام يستخدم هذا البرلمان للقفز على اكبر مرجع قانوني هو الدستور، فمن قفز وسطى على اراة شعب بأكمله، لا يتردد أو يصعب عليه صفع شخص واحد .

في فترة سابقة كان بوحجة يرتدي القبعة وقت ماشاء وينزعها وقت ما شاء، وفي موائده اشهى انواع التفاح الأحمر والاخضر والأصفر… لكن خصومه اليوم يريدون تجريده من الريشة التي على رأسه لتوضع على رأس اصلع اخر سيكشف في الأيلم المقبلة.

بوحجة المسكين حين اراد أن يستنجد بملك الغابة يدرك ايضا ان النمر مقرب من الأسد، بل هو من المسؤول عن الزيارات، وأن الوصول اليه أمر مستحيل، عندها لم يجد الا مقاهي وسط العاصمة التي لا يعرفها بوحجة من قبل، في رسالة تحمل في طياتها الكثير من عبارات التهديد للنمر وحاشيته، لكن في الحقيقة أن بوحجه وخصومه يدركون جيدا أن المقاهي الشعبية وشوارع العاصمة ليست ملاذا آمنا لهم .

بعد التهديد المضمر الذي وجهه بوحجه لخصومه بجلوسه على احد المقاهي وسطة العاصمة الجزائرية، والذي لم يرق لهم، أوعز النمر لمجموعه من زبانيته حواشيه من ذئاب وضواري الى منع بوحجة من دخول الغرفة السفلى، واقفل الباب بسلسلة حديديه في مشهد ذكرني بالأرياف الجزائرية التي بها مكان واحد فقط يقفل بالسلسلة وهو الاسطبل أو ما يعرف عند الجزائرين بـ: “الكوري” الذي توضع فيه الحيوانات من ابقار وماعز ويقفل بسلسلة خشية هروبها.

شهد باب الغرفة السفلى اكبر تجمع لنواب الشعب، واكبر احتجاج في تاريخ الجزائر المستقلة، لكن ليس للدفاع عن حقوق ومصالح الشعب، بل لحماية مطامع فئة انتهازية معينة.

الذين منعو بوحجة من دخول الغرفة السفلى, هم الذين كانو من فترة وجيزة يده التي ترفع لسن قوانين لضرب الفقراء وليس الفقر، هو نفسه من كان يمنع الكلمة الحرة ويستمتع بالابواق الجوفاء، هو ومن يقفون ضده اليوم من كانو يضاعفون من قسوة حياة المواطن البسيط، فلا تصدق نفسك يا بوحجة انت وخصومك انك فعلا جلست على مقاهي البسطاء .. فتلك الصورة التي التقطها هناك لن تشفع لك ولهم فانتم فخار يكسر بعضه .

بقدر خوفنا على هذا الوطن ومستقبله الذي يتحكم فيه مجموعة من الطماعين والكذابين الانتهازيين بقدر ما أن املنا في الله ان يحفظ بلدنا منهم وان يضربهم ببعضهم مثل  الفخار الذي يكسر بعضه، مع اعتذاراتنا للحمار والفخار.

عن ahmed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: