الاعلام …نحن في حرب ليس ككل الحروب..؟صفوة الكلام بقلم عماره بن عبد الله

الاعلام …نحن في حرب ليس ككل الحروب..؟

صفوة الكلام

بقلم عماره بن عبد الله

مما لا شك فيه أن في هذا الزمن لم تعد الحروب عسكرية بل أصبحت إعلامية والنصر فيها لمن يعتمد على الاقلام الصادقة والهزيمة فيها لمن يعتمد على الاقلام المأجورة، لان الحرب التقليدية المباشرة أنتهى زمنها، فهي بقدر ما تحقق انتصارات للمستعمر، بقدر ما تخلق ردود فعل شعبية غاضبة وثورية مقاومة.

هذا لأن الفطرة لا ترتضي وجود أجنبي يحتل الأرض تحت أي شعار، وهذا ما جعل الشعوب تتحول لأرتال فدائيين من فيثنام والفلبين الجزائر، وأنغولا وجنوب أفريقيا وغيرها الدول في زمن التحرر، ودفع الاستقلال بأي ثمن مما تكلف، وهذا ما جعل نفس المستعمر وإن تغير زمانه ليعود من جديد لتحقيق مصالحه، عبر حروب أخرى بوسائل أخرى، وهي ما عرفت بالحروب الناعمة التي تقتضي عدم وجوده في الواجهة.

نعم هي حرب تعتمد على غسيل العقول بالإعلام والثقافة والسينما والدعاية، وباستخدام أدواتنا تتكلم بلغتنا وتلبس ديننا وترفع شعاراتنا، ومن ثم تستخدمنا بغواية المال، وتستخدم لساننا ولغتنا وبالتالي قنوات عربية المنشأ واللسان، والأخطر تستخدم ديننا وعقيدتنا فتخلق منا جماعات متناحرة تمارس التدمير الذاتي، تحت مسميات وبشعارات اختطفت لساننا ولغتنا وهويتنا وديننا وفكرنا، لدرجة أن بعضنا كفر بتلك المعتقدات والقيم والمبادئ، وأعلن البراءة منها، فهناك من تنصر وألحد هربا من الإسلام الذي تم تشويهه عمدا، وآخر تغرب هوية ولغة وثقافة هربا من أمته وحضارته وموروثه، الذي تم التشكيك فيه تاريخا وحاضرا، والثالث أنتكس منهجا فعاد يبحث عن جمهورية وملكية وخلافة، ويأتي آخر بعد الشبع يكفر الثورة والمقاومة، ليبحث عن الانتخابات والمصالحة والأمم المتحدة وخرائطها ومبعوثيها.

فعلا نحج المستعمر الجديد بقدر غباءنا، لكن المؤكد مهما كان النجاح فهو لن يكون إلا مؤقتا لأننا سننهض طوعا أو كرها، وستكشف حقيقة الحرب ونفهمها، رغم الخيبات والصدمات التي تقودنا الى طوابير الذل وهيمنة الوصاية والموت العشوائي، إلا أننا سننتصر في معركة الأرادات، مهم سخروا من إمكانيات في حروبهم الناعمة لقتل الانتماء فينا، سنبقى ذلك المعدن النفيس نزداد بريقا كلما تعرضنا للإيذاء والتشويه، لانهم يريدوننا نسخة مكررة منهم ومسخ مشوه لشياطينهم ، ونحن بأرث التاريخ وسنن الكون نؤمن بالتنوع الذي يعطي للحياة قيمة ومعنى وزخم، فعلا هم شوهوا كل شيء حتى أنبياء الله لم يسلموا من سخريتهم واستهزائهم في كبريات الصحف والقنوات، فكيف لا يشوهون الحق والوطن والمقاومة والفكر والأحلام والقيم والمبادئ والأخلاق.

هذا حال بعض أوطاننا، حتى لا أقول كلها، حالها وهي تصارع تواجه تنهزم أمام جيوش الكترونية أغرقت الانترنت بذاءة وقذارة وترهيبا وكذبا وتضليلا وتطبيلا، بما يقتل الهيبة العربية والاسلامية ويقتل منظومة الاخلاق لدى المجتمع فهيهات هيهات…. !!

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: