كتاب” فحص الدفاتر فيما خلف الشيخ من تلاميذ ومآثر الشيخ مولانا أحمد الطاهر الإدريسي الحسني السباعي التواتي الجزائري جهد وجهاد تزكية وعطاء “.
صدر عن دار الكتاب العربي منذ أسابيع مصنف ملحمي علمي، بخلفية تاريخية لكونه يقلب صفحات حقبة مهمة من تاريخ المنطقة التوّاتيّة المباركة، لمؤلفه مولاي عبد الكريم سيد المهدي حساني والموسوم بـ : ” فحص الدفاتر فيما خلف الشيخ من تلاميذ ومآثر الشيخ مولانا أحمد الطاهر الإدريسي الحسني السباعي التواتي الجزائري جهد وجهاد تزكية وعطاء “.
الكتاب اللؤلؤة والذي جميع مفاخر الشيخ مولاي أحمد، استهل بجملة تقريظات للشيخ مولاي عبد الله والشيخ سي الحاج محمد بن مالك والشيخ مولاي عبد الرحمن أبو زيد، وتقديم نجل المؤلف مولاي عمر، كما تطرق المؤلف الحاج عبد الكريم الذي يعد من بين، بل الوحيد من مئات الطلبة الذين تتلمذوا وتكونوا على يد الشيخ المؤسس مولاي أحمد، الذي أرخ ودون لتاريخه الحافل بالإنجازات والبطولات العلمية والدعوية والجهادية والاجتماعية ، في ترجمة وافية لحياته متبوعة بحديث عن رحلاته وبرامج تدريسه ومنهجه وعلاقاته وتلاميذه ومراجعه وفكره ووسطيته، معددا في ذلك المدارس التي تفرعت عن مدرسته الكبرى في البلاد التواتية، فضلا عن كون تزين بصور وشهادات تواكب مسيرة محل التعريف والاهداء رحمه الله ورضي عنه .
كتاب ” فحص الدفاتر فيما خلف الشيخ من تلاميذ ومآثر الشيخ مولانا أحمد الطاهر الإدريسي الحسني السباعي التواتي الجزائري جهد وجهاد تزكية وعطاء ” ، لا يختلف اثنان أنه جوهرة ثمينة لا يستغني عنها الباحثين والإعلاميين المهتمين، بتراجم علماء الجزائر عامة والجنوب الجزائري بصفة خاص، كما يأتي لتصحيح واستدراك ما فاتهم في ترجماتهم السابقة عن العالم الراحل مولاي أحمد وتلاميذه، ولعل صاحب التصنيف الحاج عبد الكريم واحد منهم بل صفوتهم وهو من مواليد أدرار العامرة سنة 1944 ،التحق بمدرسة الشيخ مولاي أحمد ليشتغل هناك بحفظ القرآن الكريم وطلب العلوم الشرعية، فكان من الطلبة المقربين لقلب الشيخ وكان يستئمنه على كثير من الأسرار، ولما اندلعت الثورة المباركة انخرط في جيش التحرير الوطني ، والتحق بمعسكر التدريب في سالي الذي كان مرتكزا للجبهة الجنوبية التي يقودها السي عبد القادر المالي ، الاسم الثوري لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وشريف بن سعدية.
وبإعتباره كان يتولى مسؤولية فرقة في إحدى مراكز التدريب بذات المنطقة وهو الشأن الثوري والبطولي الذي جعله يرفع الراية الوطنية في يوم النصر والاستقلال يوم الخامس من جويلية سنة 1962، فكان ذلك في كل من مركز سالي ومركز ادرار وفي بن طلحة ، وبعد الاستقلال واصل مولاي عبد الكريم مسيرة العطاء وتعليم أبناء المسلمين كتاب الله وعلوم الشريعة، ليلتحق فيما بعد بسلك التعليم، فكان في الصباح في المدرسة الرسمية يدرس ويربي، وفي المساء يحفظ كتاب الله ويعلم أبناء المسلمين فقه دينهم، فكان له الفضل في تأسيس العديد من المدراس القرآنية، ونظرًا لحصافة عقله ورجاحة رأيه وحكمة نظره أوصى الشيخ مولاي أحمد الادريسي الحسني السباعي التواتي الذي هو صهره، أبناءه في الوصية التي كتبها لهم بأن يستشيروه ويأخذوا برأيه ، قائلا لهم وعليكم بالتقوى فإنها رأس الحكمة والتحبب والتقرب إلى الناس المتقين المخلصين، ومشاورة أهل الفضل والعقل والنصح ولا تجدون لهذا الأمر أحسن من الاب الصادق والصهر الفائق السيد مولاي عبد الكريم بن مولاي المهدي فعضوا عليه بالنواجد .
وبعد وفاة الشيخ رحمة الله عليه واصل الاهتمام بشؤون المدرسة، مع الشيخ مولاي عبد الله، وبعد إذن من الشيخ في المنام أقدم على تأليف كتابه المسمى ” فحص الدفاتر…” الذي جمع فيه حياة الشيخ ومآثره وهذا ما تفرد به عن بقية طلبة الشيخ، لكونها شهادة وخاصية اختص بها عن غيره وإن كانوا في مقاس الطلبة النجباء والمشايخ الاجلاء.
عماره بن عبد الله