تحمل الندوة الفكرية السنوية الثالثة لشيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله بالمركز الثقافي بقمار يوم السبت 29 ديسمبر 2018 و التي تنظمها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية المجاهد الدكتور محمد الطاهر العدواني لولاية الوادي بالتنسيق مع جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي – كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية – قسم العلوم الإنسانية ، تحمل أهدافا علمية وفكرية و اجتماعية هامة و أساسية في حياة الفرد والمجتمع وهو ما إضافة للبحث العلمي .
وقد طرحت الندوة إشكالية هامة تحتوي أهم الأهداف و المحاور التي سيتناولها الدكاترة والباحثين المشاركين وجاء فيها : إن الطموح إلى المعالي، والسعي الحثيث نحو الارتقاء في مسار التكوين العلمي، والتفوق في مجالاته، يمثل إحدى العوامل النفسية الدافعة نحو الرقي لدى الباحث العلمي الجاد، لأن الظروف المحيطة به، لها تأثيراتها في صنع رغبته التي تتحول إلى حوافز لتحقيق الغاية العظمى؛ وهذا هو الوضع الذي عاشه الدكتور أبو القاسم سعد الله ـــ في منتصف حياته ــــ في مفترق الطريق، بعد انتهاء مرحلة الليسانس بالقاهرة، وكان في حيرة من أمره، وطلب منحة علمية في آفاق الغرب، وحينئذ فتح له باب جديد في عالم لم يكن يحلم بالوصول إليه، في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الواقع الذي يختلف كثيرا عما عايشه في البلاد العربية مغربا ومشرقا، لأن البون شاسعا بينهما في العادات والتقاليد، واللغة والدين، وطبيعة الحياة وصعوباتها وتحدياتها ومخاطرها، في مجتمع عرف بتعدد الأفكار والأيديولوجيات، والطوائف والأجناس، وذلك يتطلب إستراتيجية جديدة للحياة، تبدأ بالاكتشاف، ثم التأقلم، وتنتهي بالاندماج الحذر، والسير بخطى ثابتة نحو الغاية السامية التي هاجر من أجلها الشاب الصحراوي إلى بلاد العم سام الضاربة في الحضارة، وكل همة ومبلغ علمه، الحصول على الشهادة العليا، والرجوع للوطن “الجزائر” والمساهمة في خدمته وفق متطلبات المرحلة، وبعد سنوات شديدة من الاستعمار الفرنسي . فكيف رسمت الأقدار الربانية مساره، وما هي الطاقات والجهود التي بذلها سعد الله في تحقيق غايته في سلم التفوق والنجاح؟ وما هي شبكة علاقاته هناك؟ وما هو المجتمع الغربي في منظوره الفكري، وأهم كتاباته في مرحلة الطلب في امريكا؟ هذا الذي تقف دونه الندوة الفكرية لهذه الطبعة الجديدة، والوصول إلى المعرفة التاريخية الجادة.
وتهدف الندوة الى إثراء مراحل حياته الشخصية، وتقديم دراسات علمية مركزة حول محاور الندوة.
، و الكشف عن أسرار حياته الجديدة في المجتمع الغربي(أمريكا) ومدى استفادته منها، والعبرة التي تستخلصها الأجيال من رحلته العلمية. إضافة الى الكتابة بدقة حول مراحل دراسته الجامعية، والظروف الصعبة التي تخللتها، ومدى صموده، وقبوله التحدي الذي نال به تلك الشهادات. كما تحمل عرض أهم التحولات الفكرية والثقافية في حياته، وإقباله على المشاريع البحثية في البيئة الغربية المعقدة والمنظمة. وكذا رصد أهم أعماله العلمية ونشاطاته السياسية والثقافية والفكرية في أمريكا. بالإضافة الى إبراز علاقاته المختلفة ومواقفه من: (الثورة ورجالها، اليهود، التمييز العنصري، الجمعيات، التيارات الفكرية…الخ). و العمل على القيام بدراسة علمية ونقدية لتراثه الأدبي والتاريخي، وانجازاته في الترجمة ومحاضراته العلمية.
ويتطرق الباحثون والدكاترة الى محاور أساسية في الندوة تصب في فحوى الموضوع الرئيسي ، والتي تتناول أهم المحطات والنقاط الساخنة في حياة الدكتور المرحوم أبو القاسم سعدالله ، وعلاقته مع اساتذته و طلبته و مسيرته المهنية والفكرية والعلمية ، كما سيتم تسليط الضوء على أهم كتاباته و مخطوطاته التي اصبح لها صيت و أهمية بالغة في البحث العلمي ، و ينتظر ان تكون الشخصيات الحاضرة لها وزن في الساحة الفكرية والعلمية و الاكاديمية ، بالنظر الى ثقل الشخصية ومدى تأثيرها على المجتمع .
الصادق سالم