يحكى أنه في قديم الزمان و في غابة فيها ذئبا اشتهر بالكذب وخَـلْـق المشاكل وسط الحيوانات ، حتى جاء عليه يوم سئم الكل منه وصار منبوذا ، سئم الذئب الحال الذي آل إليه فقرر تغير نمط حياته وسلك طريق الصدق فتوجه إلى الحيوانات وخاطبهم قائلا :
–يا أصدقائي من اليوم أنا ذئب آخر غير الذي تعودتم عليه ، فأرجو كم ساعدوني بأن تعيدوني للعيش معكم لتتأكدوا من صدقي .
وفي وسط يملأه الذهول من حديث الذئب راحت الأرانب تضحك بشراهة وقال أحدهم ساخرا:
–لا تآخذنا يا سيدي الذئب الصادق لن تخدعنا بعد الآن ، فاذهب وعش حيث لا أحد يراك أو يسمعك فنحن والحمد لله بعد نفيك نعيش في آمان .
فصاحت كل الحيوانات بصوت واحد :
–نعم..نعم اذهب حيث لا أحد يراك .
ثم أشار الأسد برأسه للذئب أن اذهب إلى منفاك لا أحد سيصدقك حتى أنا ملك الغابة .
شعر الذئب بالإحباط ورجع يجر أذيال الخيبة إلى حيث نٌـفيا وهو مستاء من تصرفات الحيوانات و في نفس الوقت ملتمسا لهم ألف عذر ولسان حاله يقول :
–لهم كل الحق من يصدق ذئبا لطالما كان مصدر إزعاج وأذية.. على العموم سأترك الزمن يقنعهم بتوبتي .
رجع الذئب إلى منفاه و عمل في تقطيع الخشب حتى يكسر حاجز الوحدة وينسى قسوة الحيوانات عليه ، توالت الأيام وتحسنت أحواله وصار شغله الشاغل التكيف قدر الإمكان مع توبته .لكن في أحد الأيام لاحظ الذئب الثعلب قادم من بعيد يركض بسرعة البرق يهرب من أحد ي
تعقبه أو كارثة أوقع نفسه فيها و توقف عند الذئب وقال :
–أرجوك يا صديقي لا تخبر حيوانات الغابة بمكان اختبائي فهم يريدون الانتقام مني ، وسأختبأ وراء قطع الخشب الكبيرة المكومة أمام المنزلك.
وصلت كل الحيوانات إلى الذئب و تقدمهم الأسد قائلا :
–أعرف أن الثعلب صديقك في الطبع ، ونحن نبحث عنه لمعاقبته على فعله المشين فالأفضل لك أن تَـصْـدُقنا القول وتخبرنا أين هو ؟.
…قصة للأطفال بقلم المبدعة سراي نور فرح / مسيلة -الجزائر