فلاحون: قطاع الفلاحة لايزال بحاجة إلى أمـوال ودعم بالقروض والكهرباء
قام وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري “عبد القادر بوعزقي”، أمس الاثنين، بزيارة عمل وتفقّد لولاية الوادي، بمناسبة اليوم الوطني للإرشاد الفلاحي الموافق للفاتح أكتوبر من كل عام، في طبعته الـ25، حيث كانت الولاية هذا العام محطة لهذا الحدث الوطني الهام نظرا للنقلة النوعية التي يشهدها القطاع بها، وتربعها على عرش إنتاج عدد من المحاصيل وطنياً.
وكان في استقبال الوزير بمطار قمار والي الولاية عبد القادر بن سعيد، ورئيس المجلس الشعبي الولائي محمد طليبه، وجميع السلطات المدنية والعسكرية، أين أشرف بوعزقي على الافتتاح الرسمي لليوم الوطني للإرشاد الفلاحي بقاعة الاجتماعات بمقر الولاية، مشيرا في مداخلته “أن ولاية الوادي تعتبر حاليا من إحدى الولايات الرائدة في مجال التنمية الفلاحية والريفية وحتى في ميدان الصيد البحري القاري. فهذه الولاية أصبحت قطبا بامتياز ومرجعية بالنسبة لتنويع الإنتاج الفلاحي وتطوير أساليبه والحصول على الفوائض للتصدير. فالولاية قد خطت خطوات عملاقة في مجال التنمية الفلاحية، تتجلى ابعادها في كونها تحتل الصدارة في كثير من المنتوجات الفلاحية، وهي بذلك تتبوء المرتبة الثانية وطنيا من حيث قيمة الإنتاج التي قدر في 2017 سنة ب 204.6 مليار دج أي ما يعادل 7% من القيمة الإجمالية للإنتاج الفلاحي، مما يجعلها ذات أهمية بالغة على صعيد الإقتصاد الفلاحي و الوطني على و جه العموم”.
وعن تظاهرة الإرشاد الفلاحي قال بوعزقي “إنّ هذه التظاهرة تتزامن مع إنطلاق الموسم الفلاحي لعام 2018/2019، ترمي بالأساس إلى التحسيس والتوعية بأهمية الإرشاد الفلاحي والدعم الإستشاري في تطوير الفلاحة وعالم الريف بما في ذلك الصيد البحري والوصول إلى تكامل فلاحي شامل. فهاذا الحدث الهام يؤكد بالضرورة، على أنّ عنصر الإتصال والدعم بالمعلومات والترشيد والإستشارة، تظل الركيزة الأساسية في كلّ تنمية إقتصادية واجتماعية، مما يستوجب الإهتمام بهذه الوسائل القادرة على دفع عجلة التنمية الكفيلة بتطوير القطاع. فالتكفل بمجال الإرشاد لمرافقة مختلف الفاعلين في العالم الفلاحي والريفي يبقى من الحتميات الحالية والمساعي الكفيلة بالمساهمة في تحسين ظروف الإنتاج تماشيا مع متطلبات تحديث وعصرنة العالم الفلاحي لا سيما وأنه يندرج ضمنيا في نطاق برنامج تعزيز قدرات الموارد البشرية والدعم التقني، الذي يمثل ركيزة هامة في سياسة التنمية الفلاحية و الريفية التي إنتهجت منذ 2000. ويعود الفضل في تجسيد هذه المكتسبات إلى السياسة الرشيدة والحكيمة التي بادر بها فخامة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة من خلال المخطط الوطني للتنمية الفلاحية والتي كان لها الأثر الإيجابي على صعيد الإنتاج الفلاحي وتوطيد مكانة القطاع في المنظومة الإقتصادية الوطنية”.
وأشار الوزير إلى إن النتائج الجيدة والملموسة التي يسجلها قطاع الفلاحة من سنة لأخرى، هي ترجمة للحركية التي تم تفعيلها خلال الثماني عشر سنة الأخيرة الهادفة إلى التحسين المستمر لعرض المنتجات الفلاحية الوطنية، لاسيما المحاصيل الإستراتيجية ومنه إلى تقليص حجم الواردات وتنويع المنتجات من أجل بناء سياسة تصدير مستدامة وتعزيز الأمن الغذائي الوطني. وتتجلى حسبه هذه النتائج المسجلة في عام 2017، من خلال تحقيق نسبة 8% كمتوسط معدل للنمو الفلاحي، ورفع قيمة الإنتاج الفلاحي إلى 3.060 مليار دج (30 مليار دولار)، بالإضافة إلى المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 12,3% و توفير يد عاملة تمثل 21% من الفئات الشغيلة. فانتاج الحبوب خلال السنة الحالية، حسب الوزير، بلغ 60.5 مليون قنطار بينما كان 34.7 مليون في الموسم الماضي، كما هو الحال بالنسبة للبقوليات التي بلغ انتاجها 1.3 مليون قنطار مقابل 642.890 قنطار فقط، في سنة 2009.
وبخصوص موضوع الإرشاد نوّه وزير القطاع أنه يعد من مهام كافة الهيئات المكلفة بذلك والمهن الفلاحية، التي تقوم بإرساء سياسته بالعالم الفلاحي والريفي، لكونه يساهم في نقل المعارف والتوصيات والأساليب والخبرات الفلاحية إلى المنتجين من جهة، ورفع العوائق والمشاكل التي تجابهم إلى الأجهزة المعنية قصد إيجاد الحلول لها، من جهة أخرى. فسياسة التطور التقني، حسبه، بنيت في تنفيذها على الهيئات و المعاهد البحثية و التكوينية و كذا الإرشادية التابعة للقطاع حيث ساهم في ذلك شبكة محطات هيئات البحث و التنمية (67)، ومراكز التكوين (22)، وشبكة المرشدين الفلاحيين (1245)، بما في ذلك الغرف الفلاحية، حيث تم خلال العشر سنوات الماضية تكوين 493.000 فلاح وإطار ومستثمر في المجالات التقنية الفلاحية المتعددة وإدارة و تسيير المشاريع والأنشطة الفلاحية والريفية والصيدية، وفي مجال الإرشاد تم تنظيم ما يزيد عن 27.000 يوم إعلإمي، وتحسيسي و 86.000 زيارة إرشادية، و كذا 7.541 يوم إستبياني، بالإضافة الى القيام بالعديد من الحصص الإذاعية والمتلفزة، وإعداد وتوزيع الوثائق الإرشادية، بغرض دعم المنتجين، مما سمح بإدراك ما يزيد عن2.173.000 فلاح ومربي وعاملين بالصيد البحري والغابي من ضمنهم 434.600 شاب و 173.840 مرأة ريفية، هذه الفئات تعنى أيضا بأولوية في أنشطة الإرشاد، كما أشار الوزير بوعزقي.
وبعد مداخلة وزير الفلاحة تم تكريم اطارات متقاعدة وشباب مبتكر، و02 فلاحين ومربين، وكذا تسليم عقد امتياز لإنجاز مقر دار الفلاح بالولاية.
وزير الفلاحة قام بزيارة المعرض الفلاحي المقام بالقاعة المتعددة الرياضات بتكسبت، المنظم بمناسبة الطبعة الـ25 لليوم الوطني للإرشاد الفلاحي، وأعطى إشارة انطلاقته، مشيدا بالمحتوى الذي تضمّنه، ثم أشرف على تدشين المخبر البيطري لولاية الوادي، ومعاينة الموقع المخصص لبناء مقر الغرفة الفلاحية، ثم قام بزيارة محيط تربية المائيات بمنطقة العراعير ببلدية البياضة، وتوجه بعدها الى بلدية الطريفاوي لزيارة مزرعة “بريبش بلقاسم” وإعطاء اشارة الانطلاق الرسمي للموسم الفلاحي 2018/2019. واختتم الوزير زيارته بالتوجه الى مزرعة “غربي الهادي” لتربية مختلف الحيوانات ببلدية حاسي خليفة.
فلاحون أكدوا في تصريحات متطابقة للجديد في مناسبات سابقة، أن الأرقام الكبيرة المحققة في الإنتاج بالولاية لا تعكس حجم الدعم الفلاحي المنشود، حيث تزال غالبية الفلاحين يعانون من نقص في المشاريع المتعلقة بالكهرباء والمسالك الفلاحيين، والدعم بالقروض، والعتاد، تسوية الوضعيات الإدارية للعقار الفلاحي التي لاتزال بعيدة عن المأمول، مطالبين بدعم أكبر وأشمل في المرحلة القادمة.
يذكر أن قطاع الفلاحة بالوادي شهد مذ تعيين الوالي عبد القادر بن سعيد مسؤولا أوّلا بالولاية بين فترة جويلية 2017 وجويلية 2018، حركية ونشاط تنموي مشهود أزال الجمود والركود عنه، أين تم ضخ ما مجموعه 281.5 مليار سنتيم من تاريخ 17 اكتوبر 2017 الى غاية 14 جوان 2018 لإنجاز 442 كلم كهرباء ريفية، و541 مسالك فلاحية، وأيضا تجهيز المناطق الرعوية بالعديد من الآبار ذات العمق 400 متر طولي، كلها جارية الإنجاز، فضلا عن صيغ الدعم المختلفة التي تكفلها الجهات المختصة خدمة ومرافقة للفلاحة بولاية الوادي، وتجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية “عبد العزيز بوتفليقة”، الشيء الذي من شأنه أن يرجع بالفائدة الكبيرة على فلاحي وادي سوف الذين انتظروا كثيرا مثل هذه المبادرات التنموية الفلاحية الكبرى.
تغطية سفيان حشيفة