في جو جنائزي مهيب تم مساء الاثنين الفارط، بمقبرة الولي الصالح سيدي حمد بوكوشة الفرجاني جنوب بلدية الوادي، تشييع جثمان الفقيد المجاهد الحاج عمر بن علي رحومة، وسط جمع غفير من المواطنين، بإختلاف مسؤولياتهم ومكانتهم الاجتماعية والمهنية والنقابية والثورية من رفقاء الراحل وأعيان المنطقة وعائلة وأقارب الفقيد، الذين أجمعوا على طيبة أخلاق المرحوم ووطنيته العالية وشراسته في الدفاع عن الوطن منذ نعومة أظافره.
فالحاج عمر رحومة (81 سنة) كما قال الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين المجاهد بشير عبادي من خلال كلمته تأبينية أثناء مراسيم الدفن والتشييع، يعتبر من الذين ألفتهم ميادين النزال، وتماهت معه ساحات الوغى مع أولئك الذين استبسلوا سنين المعارك الكبرى على قمم الجبال وسفوحها وفي كل واد ومنحنى، ما لانوا يوما ولا بدلوا تبديلا، عاشوا على الكفاح حتى غدا الإيثار لديهم طبيعة والتضحية منهجا والشهادة مطلبا.
الفقيد المجاهد عمر رحومة من عائلة ثورية ولد عام 1937 بالوادي، إلتحق بصفوف جيش التحرير وشارك في العديد من المعارك على الشريط الحدودي، ومنطقة الشرق الجزائري من تبسة الى سوق أهراس، حيث كان يشتهر بشجاعة لا مثيل لها إبان حرب التحرير.
وفي جزائر الاستقلال بقي من الرجال الذين ضحوا لأجل البناء والتشييد والحفاظ على مكتسبات الثورة ومؤسسات الدولة الجزائرية إلى أن أقعده المرض وألزمه الفراش، كما تقلد عدة مهام نقابية وتنظيمية على غرار عضوية أول مجلس ولائي بولاية الوادي (1984-1990) وغيرها من المهمات ذات الصلة بالتنظيم والتسيير، لعدد من الهياكل والمؤسسات الإدارية لاسيما في فترة ما بعد الاستقلال بحكم التجربة والحنكة والنظرة الاستشرافية التي يتميز بها عن عدد من أقارانه في تلك الفترة الدقيقة من عمر الدولة الجزائرية.
عماره بن عبد الله