مع صناع الحياة
بقلم: الاستاذ ابراهيم بن ساسي
الدكتور الشيخ مختار اسكندر رحمه الله عالم أديب مجاهد باحث ومصنف كريم مدينة المدية سليلة أسرة علم ودين وبقيّة المذهب الحنفي في مدينة المدية العريقة سفير العلم والنّضال في المشرق العربي خرّيج المدرسة الإصلاحيّة، خدم الثّورة والتّربيّة والتّعليم باحثا ومؤرّخا عرفته منذ عقدين أو أكثر.
حاضرت معه في ملتقيين من ملتقيات القرآن في الأغواط وقسنطينة، كنت على صلة به، وزرته في بيته وسط المديّة عدّة مرّات وأنست بروائع قصصه ومغامراته في الجزائر والبلاد العربيّة حدّثني حين زرته في بيته يوم 15 نوفمبر 2010 م قال: كنت ذات مرّة في جلسة نقاش علمي وتاريخي مع الشّيخ محمّد الغزالي رحمه الله بأحد الملتقيات الوطنيّة في الجزائر العاصمة وتوسّعنا في الحديث عن العلماء الجهابذة وآرائهم وآثارهم، فقلت معلّقا على موضوع من المواضيع: وهذا اّلذي اعتمده بعض مفسّرينا، أي مفسري كتاب الله.
فقام الشّيخ محمد الغزالي ــــ وكان جالسا ــــ وقال باللهجة المصرية الخفيفة: ماذا تقول؟ وهل الجزائر بها مفسرون؟ فأشرت له بالجلوس وطفقت أذكر أسماء المفسّرين الجزائريّين مرتّبة بداية من القرن الثاني للهجرة حتى وصلت إلى أسماء المفسّرين الجزائريين في القرن الرّابع عشر، ثم قلت: ليكن في معلوماتك سيدي الشّيخ أن عدد المفسّرين الجزائريين قد يفوق عدد مفسري كتاب الله في المشرق العربي، فتعجّب الشّيخ محمد الغزالي وقال مستدركا: لا حول ولا قوّة إلّا بالله يغفر الله لنا، كم نجهل من تاريخ أمّـتنا.! .
ومنذ هذا اللّقاء الطّيب توطّدت علاقتنا وصار لنا تواصل شيخنا محمّد الغزالي رحمه الله قال: كم نجهل من تاريخ أمّتنا! ونحن نقول يغفر الله لنا وللمشرفين على منظوماتنا التّربوية والإعلامية لما نجهله من علوم ومعارف كانت ولا تزال ثمرة جهود علماء جزائريين لا نعرف عنهم إلا النّزر القليل فإن أردنا الخير لنا ولأجيالنا فلنصحّح مسارنا ولنعط للتاريخ الجميل حقّه فقديما قال شوقي:
اقرأ التّاريخ إذ فيه العبـر | ضلّ قوم ليس يدرون الخبر. |