إسرائيل وطن قومي لليهود “هل صراع الجغرافيا حُسم”…! صفوة الكلام للكاتب عماره بن عبد الله

إسرائيل وطن قومي لليهود “هل صراع الجغرافيا حُسم”…!

صفوة الكلام

للكاتب عماره بن عبد الله

 “إن ” إسرائيل ” هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وأن حق تقرير المصير فيها يخص الشعب اليهودي فقط، واللغة العبرية المكانة الأولى في المؤسسات الإسرائيلية “، على هذا النص صوت 62 عضوا مقابل معارضة 55 عضوا في الكنيست، وألقى نتنياهو كلمة بابتسامة عريضة وعلامات النصر، بينما صرخ بعض النواب العرب، الذين أمر رئيس الكنيست من الأمن إخراجهم من القاعة ، لدرجة أنهم سحبوا النائب جمال زحالقة من مقعده ورموه خارج القاعة بطريقة مذلة ومهينة، بعدما مزقوا نص القانون (ضمن الديمقراطية الخادعة) التي تشرعن الظلم والاحتكار والنهب والوصاية، مقابل التظاهر في الميادين والصراخ في الشاشات.

بكل هدوء وثقة وبساطة بل بإسم الديمقراطية أصبحت فلسطين يهودية، وبإسم بدايات صفقة القرن، ومشروع الشرق الأوسط الجديد أصبحت القدس عاصمة لليهود، وبإسم المجتمع الدولي أصبحت وطن شرعي لعصابات من شتات الأرض لهم مقعد في الأمم المتحدة، ذات الأمم التي أرسلت غسان سلامة للعزيزة المقهورة ليبيا، التي يرى بعض أبنائها أنه حريص عليهم ويريد حل أزمتهم، تؤكد دولة الكيان الصهيوني يهوديتها وأنها كيان ديني قبل كل شئ، من خلال قانون القومية اليهودية، الذي سنته قبل أيام قليلة، في إطار سعيها إلى إزاحة الفلسطينيين من المكان والزمان، وفرض روايتها لتاريخ المنطقة، وإضفاء مشروعية تاريخية وأخلاقية عليها.

وبعد كل هذا وأمام أنظار العالم، أصبحت القدس عاصمة أبدية لإسرائيل الدولة القومية لليهود، التي تحتضن إلههم المزعوم، وأرض للقومية اليهودية تخطت حدود تل أبيب وحيفا ويافا والجليل واللد والناصرة، ووصلت إلى رام الله والخليل ونابلس وطولكرم، ونصبت وجودها الاستراتيجي في الجولان، بعد حروب ثلاثة وزيادة ومعارك دبلوماسية، كرست شرعيتها الزائفة في جغرافيا رُسمت خرائطها بدقة، وصادقت الأمم المتحدة على أبعادها، في أرض آمنة لا يرتقي أعداؤها إلى مستوى القدرة على مواجهتها، لأنها تختص بخصائص قدسيتها، التي شرعتها رسالات السماوات العلا، وليس إله له معبد كما يزعمون.. !! واهمة بذلك اكتساب بعد الجغرافيا في معركتها الدينية، في أرض التقت فيها الأديان الكبرى، قبل رحلة النبي يعقوب من بابل إلى كنعان، ومرورا بالأنبياء زكريا ويحيى، والسيد المسيح، واختتمت بمسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج.

ومع كل هذا فقد شجبت جامعة الدول العربية قانون القومية، وأدانت السلطة الفلسطينية قانون القومية طبعا ولم تحرك ساكنا، ورفضته القيادات الفلسطينية في الداخل، مع ارتفاع صوتها الغاضب المبحوح، ولكن كل ذلك لن يحول دون فرض قانون القومية بقوة السلاح والمال والنفوذ، وقوة الوجود الفعلي الصهيوني المسيطر على أرض الضفة الغربية، لان دولة الكيان الغاصب تعرف أن عبارات الادانة والشجب والاستنكار لا تعدو كونها عبارات انشائية لا تغني ولا تسمن من جوع، لكن تأكد يا نتنياهو أنه لا يمكن لعصفور من عصافير الجليل أن يغرد بالعبرية…يفتح الله… !! .

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: