الاختراق بالهندسة الاجتماعية ..أي دور للحراك بل المنظومة الدينية ككل ..؟
صفوة الكلام
للكاتب عماره بن عبد الله
مما لايخفى على أحد أننا نعيش في واقع إجتماعي مظلم ، نتيجة أفكار مشتتة متشعبة يعيبها الفكر الناضج السديد ،واقع إجتماعي وإن كان محليا أو وطنيا ،فضلا عن البعد الاقليمي الذي تحدث فيه ولا حرج ، الذي أكتب عليه وأدمع الدموع وأصنع بها حبرا للورق ، إقليم إتركني أذكره ” العربي” الذي قتل نفسه بنفسه ، تحت مسمى القتل الإجتماعي أو الإختراق بالهندسة الاجتماعية ، وهو ذلك السلاح الصامت الذي يتحكم في البشر ويدفعهم للتقاتل والتقاسم ليدمروا أنفسهم ، وعليه تكسر وحدتهم ووحدة إرادتهم ، فيصبحوا وتصبح أوطانهم وممتلكاتهم عرضة للنهب والسيطرة والتبعية واللامن .
إن المتتبع للحالة الاجتماعية المحلية يدرك يقين الادراك ، أنها ضيعت هيبة وإرادة البقاء كوحدة إجتماعية متماسكة ، كان يشهد لها بالامس القريب بوصف الحفاظ والعفة ، إلى أن تحول الواقع الاجتماعي إلى وبال على البقاء والاستقرار والوحدة ، وأصبحنا نقول بعد وصف المحافظة..! أننا نعيش في بئية أقل شرا من البيئة الثانية ، وأصبحنا وأمسينا خطرا على السلم الإجتماعي، ولعل هناك من يراني متشائما أو منتقما أو ناكرا للخير والجميل ، الذي عاشته وعشناه من هاته البلدة الطيب أهلها ،لكن في نفس الوقت بي قهرا مما يحصل في أحياءنا وشوارعنا بل بين جدران منازلنا ، قتل وإنتشار للفاحشة والاخلاق والقيم ، تصارع أسري وإجتماعي والسبب ليس كما أمر الله أن يكون أو نهلك دونه ..!! هي أسباب قتلت رجال ونساء ويتمت أولاد ، ودمرت نسيج إجتماعي وأسقطت هيبة أمة ماجدة (..) لا ترقى إلى أقل ما أمرنا به لا ديننا ولا شرعا ولا عرفا، فأي حال حال أروقة العدالة ومراكز السجون وبين اللحود وما ترفعه النعوش …؟ ، ولكن أين مكمن الشفاء ونحن نعرف بتعداد مساجدنا وزوايانا ودور تحفيظ القرآن الكريم ، أين دور من أسند إليهم يقظة الامة من علماء ووعاظ ودعاة وشيوخ زوايا ووجهاء وأعيان.
أين كل هؤلاء مما يحدث في بلدتنا ووطننا وأمتنا العربية والاسلامية ، تجدهم منشغلين بأساطير الحالة المذهبية (سنة .شيعة . علوية . أباضية . زيدية .حوثية .سلفية . صوفية) ، أقول منشغلين وكلهم حماس بالتكفير وتقسيم الناس وإطلاق أوصاف بشكل مقصود ومدروس ، فضلا عن سرد مضلوميات و تهم، من دون تعب ولا ملل إستدعاء التاريخ وحوادثه الغابرة لتكون قهوة وجلسة يومهم ، غافلين عن واقع حالهم وحال فلذات أكبادهم ، عن تلك الافات الاجتماعية المنتشرة إنتشار النار في اليابسة، فعلا هذا هو القتل الاجتماعي صنيع قوى الشر تلك السياسة المنتهجة الرائجة الواضحة الابعاد والمعالم والحيثيات، التي تطبق هنا وهناك وفي كل الامصار من أجل تدمير الاكوان وتشتيت نسيجها الاجتماعي بخلق نعرات مختلفة ، حتى نرى العربي في الجزائر مثلا يحدثك عن المد الشيعي وخطره المزعوم بينما لا يحس بالمد الفرانكوفوني ولا يقلقه، ونرى إبن ليبيا يصور الصوفية والاباضية عدو وكفر رغم أن ليبيا لم تعرف هذا النوع من الإنقسام في تاريخها، ونرى إبن الصامدة صنعاء يقاتل أهله في اليمن على وهم المذهبية الشافعية الزيدية ، رغم التعايش التاريخي والانسجام التام بينهما، أوالعلوية السنية في سوريا المدنية بتاريخها وتنوعاتها، فضلا عن الصراع المناطقي والجهوي وصراع ثنائية اللغة وإستخدام مسألة الحقوق والحريات والهوية المبهمة، والنفخ في الشرائح الإجتماعية وتقسيمها وصنع رموز لها ، وهكذا حتى تصبح البنية الإجتماعية للدولة المستهدفة تحت وقع القتل الإجتماعي .
ومن ثم فالامر متشعب ومعقد لكونه مرتبط بأجندة عالمية هدفها قهرالامة ، وتمزيقها محليا ووطنيا وإقليميا في سياسة تجزئة المجزء وتقسيم المقسم ،على حد قول شيطانة أمريكا ، مما يدعو بنا إلى دق ناقوس الخطر ، لمواجهة هاته الحملة إنطلاقا من تربية الناشئة وصيانتها من تلك الامواج الهوجاء ، التي تأتي عبر بحار منصات التواصل الاجتماعي ومواقع النت ، وعدم تركها تعبثها بهم وبأخلاقهم وتصرفاتهم ومنهاج حياتهم اليومية والتعليمية والسلوكية ، قبل فوات الاوان حتى وإن كان قارب الوصول ، لكن يبقى الامل لاننا من أمة الامل… يفرج الله