في ملتقى وطني يؤطره المجلس الاسلامي الاعلى
ضبطت الهيئة المنظمة للملتقى الوطني حول الاسلام والبعد الانساني( نحو فقه المقاصد الانسانية ) ,المقام هدا الصباح بمسجد عبد الحميد بن باديس وسط مدينة وهران, آخر إستعدادتها لاحتضان هذا الحدث العلمي النوعي في ظل الكلام , عن جملة من التحديات المقرونة بتحولات كبيرة يشهدها العالم مما يفرض علينا استحضار تلك القيم السامية, الذي تمثل شمولية وتكامل وتمحور الإسلام في دلالاته ومعانيه حول فكرة العيش معا وفق مبدأ الأخوة الإنسانية, وذلك من أجل تحقيق عالم يسوده التسامح والتعايش والتآلف الحضاري، في إطار مبدأ المساواة في الوجود.
الملتقى المذكور الذي يمثل عمل تشاركي وتنسيقي، بين هيئة المجلس الاسلامي الاعلى كجهة راعية وولاية جامعة وهران والزاوية الطيبية بذات الولاية, إضافة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومسجد العلامة عبد الحميد بن باديس، أين ستقام أشغال هذا الملتقى العلمي الهادف، سيشارك في تأطيره نخبة من الاساتذة المختصين بالدراسة والتحليل في كيفية تكريس وتأصيل “فلسفة العيش معا” وفق ما يمليه الإسلام من قيم وما يفرضه المشترك الإنساني من إخوة دينية وآدمية، وتعارف وتآلف ديني وإنساني متجاوزا لكل أشكال الاختلاف اللغوي والقومي والجغرافي.
وحسب الدكتور محمد أحمد بغداد مدير الاعلام والتوثيق بالمجلس الاسلامي الاعلى, والذي يشرف على اللجنة الاعلامية فالملتقى الذي يتمحور حول العالمية الإنسانية الغايات والأبعاد، وأصل العيش المشترك في الإسلام، فضلا عن البعد الإنساني في الديانات الكتابية، سيحظى ببرنامج علمي مكثف تترمجه عدة جلسات ولقاءات وورشات علمية بحثية قصد إستشراف فقه المقاصد الانسانية ,في حين يضيف بغداد أنه وبعد الجلسة الافتتاحية والكلمات الترحبية لكل من مدير مخبر (الأبعاد القيمية، الفلسفة وتاريخها) جامعة وهران،وكلمة شيخ الزاوية الطيبية ,كلمة السيد والي ولاية وهران، والسيدة رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إضافة الى كلمة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ، الذي سيعلن رسميا عن إفتتاح الملتقى , الدي سيترأس الدكتور بوعمامة العربي من جامعة مستغانم جلسته العلمية الاولى, التي تتخللها عدة مداخلات لكل من طاهري بلخير: أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة آبها المملكة العربية السعودية, حول “خصال الإنسانية من خلال السيرة النبوية قبل البعثة المحمدية”,والدكتور جمال يحياوي: باحث جامعي ومدير المركز الوطني للكتاب, حول “المقصد الإنساني في تاريخ الحركة الوطنية والثورة التحريرية”, في حين سيتطرق الاستاذ كمال كشاط في مداخلته الى “الشّباب والتّسامح، نحو تأصيل النّزعة الإنسانية”.أما الجلسة العلمية الثانية يضيف بغداد سيترأسها البروفيسورعمر الزاوي من جامعة وهران ,على أن تشهد عدة مداخلات للاساتذة بوعرفة عبد القادر، عضو المجلس الإسلامي الأعلى ومدير مختبر الأبعاد القيمية للتحولات الفكرية والسياسية بالجزائر, حول ‘البعد الإنساني بين الخطاب الإسلامي والغربي المعاصر’,و منير بهادي، أستاذ جامعة وهران وعضو بمختبر الفلسفة وتاريخها, حول “مفهوم الإنسان في خطاب الصوفي”, وحمزة الزاوي، أستاذ جامعة وهران وعضو بمختبر الفلسفة وتاريخها حول”النزعة الإنسانية من منظور سوسيولوجي”وصافي الحبيب باحث جامعي جامعة الأحساء المملكة العربية السعودية, الذي سيتطرق الى “الخطاب الديني المعاصر وإشكالية التغيير الثقافي وآثار ذلك على المقاصد الإنسانية” ,في حين سيختم الدكتور رزقي بن عومر مداخلات الجلسة بمداخلته حول “إنسانية الإنسان في الرؤية الصوفية”.
أما أشغال اليوم الثاني والاخير من الملتقى يقول بغداد سيشهد إختتام المداخلات العلمية في الجلسة العلمية التي سيرأسها البروفيسور منير بهادي ,والتي ستحظى بمداخلات الاساتذة بن جبور عبد الرحيم حول “الزامية الأخلاق في الإسلام ضمان للتعايش مع الآخر والتسامح نموذجا”, والدكتور زبار بوعبد الله حول “قيم التسامح في القرآن والسنة”, وعثمان عريبي حول “مفهوم الانسانية العالمية “,في حين يتطرق الدكتور حمدادو بن عمر عضو المجلس الإسلامي الأعلى ورئيس قسم التاريخ حول “التعايش الاجتماعي بين المسلمين وأهل الذمة في الجزائر خلال العهد العثماني” , على أن تختتم الجلسة العلمية بمداخلة الاستاذ مولاي عبد الرحمن بن هاشم حول حول ” الخطاب الصوفي والقيم الكونية” على أن تشهد الفترة المسائية -على حد قول مدير الاعلام- ورشتين علميتين, الاولى حول النزعة الانسانية في الفكر الاسلامي بين التنظير والممارسة برئاسة البروفيسور عبد القادر بوعرفة ,والثانية برئاسة البروفيسور منير بهادي حول النزعة الانسانية في الفكر الغربي , ومناقشة وطرح مشاريع طلبة الدكتوراء.
للاشارة ينتظر من هذا الملتقى الخروج بعدة نقاط وتوصيات ذات مقاربة علمية هادفة ,تترجم المقاربة الجزائرية الناجعة والتي تشهد نجاح كبير على المستوى العربي والعالمي لاسيما بعد جزائر ميثاق السلم والمصالحة, وجزائر ما بعد المصاقة على مقترحها الانساني في هيئة الامم المتحدة والمتعلق بيوم العيش معنا بسلام المصادف للسادس عشر من شهر ماي من كل سنة .
عماره بن عبد الله