لا تمنح البنوك العمومية في الجزائر، المواطنين المتأهبين للسفر إلى الخارج أكثر من 105 يورو مقابل 15 ألف و400دينار جزائري بمعدل صرف يصل الى 142دج مقابل 1أورو، وفقا للمعاملات الرسمية حسبما كشفه موقع “TSA عربي” من القرض الشعبي الجزائري.
وهو المبلغ الذي لا يغطي مصاريف الإقامة ليوم واحد في أرخص وجهة سياحية أوروبية، حسب ما يؤكده عدد من المواطنين الذين أكدوا في تصريحاتهم لـTSAعربي، ضعف منحة السفر التي تخصصها الدولة للمواطن سنويا، مقارنة بالمعدل المتوسط لنفقات الجزائريين في الخارج خاصة اذا تعلق الأمر برحلات العلاج في الخارج والتي لا تقدم عليها تلك البنوك أية استثناءات. حسب شهادات للمواطنين.
لا تغطي تكلفة يوم واحد
ويؤكد السيد علي/ش (74سنة)، والذي يتابع علاجه منذ سنوات في احدى المستشفيات الفرنسية المتخصصة في علاج أمراض المفاصل، بأنه يضطر للسفر على الأقل مرتين في السنة الى فرنسا، في حين أنه لا يستفيد من منحة السفر إلا مرة واحدة بقيمة يؤكد أنها لا تغطي مصاريف ليلة إقامة واحدة في العيادة التي تتابع حالته. وهو ما يضطره إلى اللجوء في كل مرة إلى السوق السوداء حيث تصل قيمة اليورو إلى ازيد من 21 ألف دينار جزائرية مقابل 100يورو. وهو الرقم الذي يكبّده متاعب مالية كبيرة تفوق قدرته على العلاج في الوقت الذي لا تمنح فيه البنوك اية استثناءات بخصوص السياحة الصحية يؤكد ذات المتحدث.
دليلة/م (35سنة)، معتادة على السفر في كل سنة مرتين على الأقل للسياحة في الخارج، وعادة ما تكون وجهتها الدول الأوروبية الأقل تكلفة من حيث الإقامة والأكل والنقل. على غرار اسبانيا والمجر وتركيا .. ورغم حساباتها الدقيقة لمصاريف رحلاتها تؤكد دليلة بأنه لا يمكنها بأي حال من الأحوال الوصول الى معادلة تجعلها تكتفي بمنحة السفر الممنوحة من قبل البنوك العمومية. مشيرة أن أرخص فنادق أوروبا لا يمكن أن تنزل أسعارها عن الـ50 أورو لليوم الواحد مقابل المبيت فقط ودون احتساب مصاريف الأكل والنقل والتي تكلف الشخص الواحد 20 يورو يوميا لتصل بذلك تكلفة اليوم الواحد للسياحة في الخارج الى ما لا يقل عن 70 الى 80 يورو لليوم الواحد، وهو ما يعادل على الأقل ميزانية 500 يورو عن عطلة 6 أيام لشخص واحد. وهو الرقم الذي تجده محدثتنا غير متناسب اطلاقا مع منحة السفر التي تمنحها الدولة والتي تصفها محدثتنا باللاشيء.
المنحة الجزائرية ضعيفة مقارنة بتونس والمغرب وحتى ليبيا
وفي تعليق له حول الموضوع، انتقد رئيس النقابة الوطنية لوكالات السفر بالجزائر، سعيد بوخليفة، في تصريح نقله عنه ـTSAعربي، ضعف قيمة منحة السفر الممنوحة من قبل الدولة، متسائلا عن سبب استقرار منحة السفر على هذا المستوى الضعيف الذي لا يقارن بالدول المجاورة التي لا تملك حسبه نصف الإمكانيات الاقتصادية للجزائر، مشيرا إلى الفارق الكبير بين المنحة الجزائرية ومنحة الدول الشقيقية لمواطنيها على غرار تونس التي تفوق فيها منحة السفر الـ300 آلاف يورو، والمغرب 450 ألف يورو و ليبيا التي تتجاوز منحتها الـ500 ألف، مشيرا إلى ان تكلفة إقامة الجزائري في فندق متواضع لمدة 5 أيام تكلفه ما يتجاوز الـ500 يورو. وهو ما يجعله مضطرا للجوء إلى السوق السوداء.
ضعف منحة السفر يتعارض مع برنامج مكافحة السوق السوداء
من جانبه تساءل الخبير المالي إسماعيل لالماس، بخصوص الرؤيا المالية و المصريفية للبنوك الجزائرية، المستقرة منذ سنوات على منحة الـ100يورو مع زيادة طفيفة بعض الأحيان، مؤكدا ضعف منحة السفر الممنوحة من قبل البنوك التي يراها لالماس مشجعة على تزايد الكتلة المالية المتواجدة في السوق السوداء للصرف، حيث وصلت قيمة ورقة الـ100 أورو إلى 21الف دينار. كما أشار إسماعيل لالماس إلى أن الإبقاء على ضعف منحة السفر يتعارض مع سياسة الدولة في مكافحة الأسواق السوداء، مؤكدا بأن الجزائري الذي يعي بأن تكاليف عطلته في الخارج تتجاوز الـ 80يورو على الأقل يوميا تجعله في المطلق يلجأ إلى السوق السوداء. ضمانا لتغطية مصاريفه.
أكرم.س