الهادي قويدري يعرض التجربة الجزائرية في المصالحة الوطنية في مؤتمر حركة المستقبل الليبية.

 إنطلقت صباح أمس الخميس بمدينة الحمامات التونسية أعمال الندوة المغاربية حول المصالحة الوطنية والتي تنظمها حركة المستقبل الليبية بمشاركة المرصد الوطني للتحولات السياسية بتونس. 

الندوة التي تحمل شعار ” نحو عقد اجتماعي جديد “عدد من المهتمين من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني ،في كلا من ليبيا وتونس والجزائر ،وكذلك عدد من أعضاء السلك الدبلومسي في تونس وعدد من ممثلي الاحزاب السياسية في تونس والجزائر ،وأعضاء حركة المستقبل الليبية الذين يمثلون مختلف المدن والبلديات في ليبيا ،كما حضر افتتاح المؤتمر عضو لجنة الخارجية في البرلمان الجزائري النائب الهادي قويدري، وعضو البرلمان العربي حسن البرغوتثي والسيد حسن المحروش عضو المكتب السياسي ممثل الامين العام لحركة مشروع تونس، والسيد فاتح أبوطبق عضو المكتب الوطني لحزب جبهة المستقبل الجزائرية، وعبدالهادي الحويج رئيس حركة المستقبل الليبية ،والاستاذة ريم الشواشي رئيسة المرصد الوطني للتحولات السياسية ،وعدد من أعضاء مجلس النواب ورؤساء وممثلي المجالس المحلية والاجتماعية في الداخل الليبي على غرار الاستاذ عبدالحمن الشكشاك رئيس المجلس المحلي تاورغاء الذي منح جائزة حركة المستقبل الليبية في نسختها الاولى بإعتباره شخصية قدمت الكثير من أجل تحقيق السلام في ليبيا ، والشكشاك هو أحد الذين قدموا الكثير من أجل عودة أهله الى مدينتهم بعد سبع سنوات من التهجير ، والذي عمل كثيرا للوصول إلى توقيع إتفاق مع المجلس البلدي مصراتة لعودة اهالي تاورغاء الى بيوتهم .

خلال كلمته الافتتاحية حيا رئيس الحركة عبد الهادي الحويج  الجمهورية التونسية ،على إستضافتها لهذا المؤتمر التأسيسي للحركة ،كما حيا “الحضور من الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد” ،منوها أن “أعضاء الحركة وقد تحملوا مشاق السفر ،وجائوا من كل مدن ليبيا ليسمعوا كلمتهم للعالم بأن السلام ممكن بل وضرورة لابد من تحقيقه ،وأن كل شباب ليبيا يعملون معا بكل محبة وشفافية ومسؤولية ،من أجل الوطن ومن أجل تحقيق عقد إجتماعي جديد، يحترم قواعد العمل السياسي المدني”، داعيا الى “العمل بعيدا عن التجادبات السياسية والمناطقية ،وإرساء دعائم مشروع مجتمعي جديد مشروع المستقبل يتنازل فيه الليبيون جميعا من أجل الوطن لامنتصر فيه ولا مهزوم ” على حد قوله.
كما أكد الحويج أن “هذا العقد الاجتماعي الجديد تؤسسه هذه الحركة الوليدة التي ستنطلق في ربوع ليبيا إنتصارا للسلام والمصالحة تعمل على تحقيق المواطنة وحقوق الانسان والحريات العامة يكون اولويته ومحوره الانسان بغض النظر عن جنسه أو لونه ” ،يقوم على أسس أهمها ضرورة العمل على تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة ،فلا حل إلا بمصالحة وطنية من خلال حوار وطني حقيقي ،لكل الاطياف والعمل على تقديم نموذج حقيقي واقعي ،ينطلق من الهدي الاسلامي والخصوصية الليبية الثقافية والاجتماعية، معرجا في مستهل كلمته الحويج إلى التجارب التي حققتها عددا من الدول من أجل إنهاء أزماتها وتحقيق مصالحة وطنية، لتنعم بالامن والاستقرار ، كتجربة الحقيقة والكرامة في تونس ، وتجربة الوئام المدني والمصالحة الوطنية في الجزائر وتجربة الانصاف والمصالحة في المغرب ،وتجربة القاجاجا في رواندا وتجربة جنوب افريقيا .

أما الاستاذة ريم الشواشي رئيسة المرصد الوطني للتحولات السياسية بتونس فقد رحبت في مستهل كلمتها بالمشاركين في هذه الندوة التي تشرف المرصد بأن يكون شريكا في تنفيذها وتنظيمها.مؤكدة أن المصالحة الوطية خيار إستراتيجي لابد من تحقيقه لصيانة الاوطان في هذه الظروف، داعية الى ضرورة الخروج بقرارات رشيدة تساهم في إحداث نقلة نوعية واضحة في تحقيق السلام الاجتماعي المنشود ، وقالت ” مانحتاجه اليوم هو العودة للمصالحة من اجل ارساء السلم  لاطفالنا رجالات المستقبل “.
وبدوره تطرق النائب وعضو لجنة الخارجية في البرلمان الجزائري الهادي قويدري ،إلى عرض بعض نقاط وتفاصيل التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الارهاب ،والتي سمحت لها بفضل رجالها الاوفياء في المؤسسات العسكرية والامنية والادارية ،بتجاوز هذه العشرية السوداء، منوها إلى ضرورة “الاقتداء بالمقاربات الناجحة في مجال مكافحة الارهاب ومنها مقاربة الجزائر الفريدة من نوعها ،والتي سمحت لهذا البلد من الخروج من سنوات الجمر وأفضت الى تلاحم اجتماعي ومصالحة وطنية”، مؤكدا أن الجرائم النكراء والتدمير للممتلكات التي لحقت بالجزائر في تلك العشرية ،ويشهدها العالم العربي اليوم من طرف الجماعات الارهابية لم يعرف لها مثيل من قبل ، في الوقت الذي فتحت فيه الدول الغربية أبوابها لمنظري الارهاب ومدبري جرائمه بحجة حماية حقوق الانسان وحق اللجوء السياسي على حد قول قويدري، مبرزا  على”أهمية تظافر الجهود وتبادل التجارب والخبرات بين الدول العربية لمواجهة ظاهرة الارهاب واستئصالها من المجتمعات العربية، مثمنا الدور الكبير لمهندس السلم والمصالحة فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي غرس هاته البذرة الطيبة وأصبحت شجرة مباركة يجلس تحتها كل العرب والاشقاء من خلال  “رأب الصدع العربي وتعزيز وترقية العمل العربي المشترك في مختلف المجالات”.

للاشارة سيتم خلال هاته الندوة التي يسدل ستارها هذا المساء التطرق الى عدد من المحاور تتضمن التحولات السياسية في العالم وآليات البحث عن الاستقرار السياسي ، وآليات المصالحة في التجارب المقارنة منها التجربة المغربية والجزائرية واللبنانية والتونسية.

عماره بن عبد الله

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: