ويسألونك عن فتوى المرشد….!!! صفوة الكلام للكاتب عماره بن عبد الله

ويسألونك عن فتوى المرشد….!!!

صفوة الكلام

للكاتب عماره بن عبد الله

 عندما نتحدث عن الدبلوماسية الجزائرية، يأخذنا الكلام إلى تلك المواقف الحضارية الثابتة والمنبثقة عن روح الثورة الجزائرية المباركة ، عن تلك المقاربات الناجعة الناجحة الحكيمة التي كانت ولاتزال الاقرب إلى الرشاد والصلاح، بل أكثر من هذا تلك المواقف السليمة البناء والتأسيس، المتحررة من الاصطفافات الإقليمية والانحيازات الدولية والطائفية مع وضوح مكونات الهوية الوطنية والمرجعية الدينية والفكرية، رغم تلك الأعاصير والتحولات السياسية في إقليمها الساخن والحساس، وبعد الذي نالته وعاشته وعايشته في تلك السنوات الدامية.

فلا نبتعد كثيرا ونحن نقرأ هاته الايام بيان المجلس الإسلامي الأعلى، الذي ثمن موقف مرشد الثورة الإسلامية بإيران في مسألة النظر إلى الصحابة وإعلانه ملاحقة الذين يتطاولون على صحابة رسول الله بالعقاب والسجن، وبالتالي فنحن أمام إعلان بل مسعى يرمي إلى توحيد الأمة وجمع كلمتها ولم شعثها، كي لا تكون لقمة سائغة ولا فريسة سهلة طائعة للدوائر الاستكبارية والمخابر المعادية لهذه الأمة، التي مزقتها الفتن وأرهقتها الحروب التي لا تراعي حق الحياة وحرمة الدماء ، ومن ثم ضرورة الانطلاق من أجل تعزيز الأواصر بين المسلمين وتفويت الفرصة على أعدائهم،والعمل على ترميم العلاقات بين المسلمين على أسس واضحة أساسها الأخوَة والتعاون،وهو ما يؤسس لقوة إسلامية صلبة.

ومن ثم فعندما رحب المجلس الإسلامي الأعلى، بالموقف الإيراني يكون قد عبر عن انفتاح العقل والقلب على كل جديد وتطور في المواقف والرأي، يدرك ما له من قيمة في واقع الناس ومستقبلهم، وهذا ليس جديدا على الجزائر أن تقتنص اللحظة التاريخية الصعبة من أجل الحفاظ على المبادئ التي تحكم سياستها الخارجية، الرافضة لأي اصطفاف مشبوه، إلا بالاصطفاف من أجل مصلحة الأمة وقضيتها المركزية،ورفضها التنازل والرجوع عن موقفها الداعم لتوحيد الصفوف في ليبيا ومالي وفلسطين ولبنان، فضلا عن رفضها الواضح والصريح في إستعمال القوة والتدخل العسكري الأجنبي في سوريا، والمشاركة في التحالف العربي العسكري في اليمن

صحيح وإن شهدت العلاقة بين الجزائر- إيران ، في الاونة الاخيرة العديد من التطورات على جميع النواحي، ولعل أهمها الزيارة الأخيرة التي قادت وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني رضا صالحي أميري للجزائر ولقاؤه بمسؤولين جزائريين على رأسهم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، أين تم الاتفاق على عقد لقاءات ثنائية تجمع دعاة وعلماء الإسلام من البلدين، من أجل التباحث حول أفضل الطرق التي يمكن من خلالها التصدي للجماعات التكفيرية والمتعصبة، لكن يبقى موقف الجزائر الاخير والذي يعد نقطة من بحر العديد من المواقف ، هو الموقف الجامع والصحيح بلا تطرف ولا مغالاة ، وهذا دلالة قاطعة على مدى القيمة والكرامة الجزائرية وأنعم بها من كرامة وعزة وشموخ.

 

 

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: