سحقا لأعين جبانة لا ترى إلا دموع جولي وكعب إيفانكا …!!
صفوة الكلام
للكاتب عماره بن عبد الله
” .. إنه أسوأ مشهد دمار رأيته طوال الأعوام التي عملت فيها مع المفوضية، خسر هؤلاء الأشخاص كل شيء والصدمة والخسارة اللتين عانوا منهما لا مثيل لهما…كما أنه لا أملك الكلمات لوصف القوة التي تتطلبها إعادة البناء بعد خسارة كهذه. ولكن هذا ما يفعله سكان هذه المدينة، إنهم يشعرون بالحزن والصدمة ولكنهم يتمتعون بالأمل أيضاً، ويزيلون حطام منازلهم بأيديهم ويتطوعون ويساعدون بعضهم البعض، ولكنهم يحتاجون لمساعدتنا…”.
نعم هي دموع وكلمات الممثلة الاميركية الشهيرة انجلينا جولي ممثلة المفوضية السامية للاجئين، وهي تتحدث عن مشاعرها بعد زيارتها الخامسة لمخيمات اللاجئين، وتجوالها بصمت وتأمل في غرب الموصل فوق ركام الاحياء السكنية، التي تحولت لانقاض مازالت تفوح منها رائحة الموتى وبقايا البارود والدخان، جولي تلك الشهيرة التي تسابقت وسائل الاعلام على تغطية زيارتها الإنسانية للموصل، أيام العيد وهي تتفحص عيون الايتام والمشردين ،وتلامس جباه الامهات الثكلى وتتحسس قلوب آلاف النساء المغتصبات، رغم أنف الحكومة والبرلمان وذلك الشعب الذي يدعي الحرية والاصالة والتقوى والنخوة والفروسية، وبعضهم هو الذي فتح الابواب لداعش ،ونصفهم ترك سلاحه وهرب للموت اقتيادا وذبحا، ولم يتحرك البعض الاخر ويحررالارض،إلا بفتوى المرجعية بعد أن خذلته مرجعياته السياسية والعسكرية والامنية.
الجميلة جولي رغم الشهرة والمال والسجاد الاحمر والأوسكار، هاهي بتلك الملابس البسيطة، تأتي لتتقاسم مع أهل الموصل الأحزان، وتبكي معهم على الأطلال، مؤثرة بدموعها في العديد من مذيعي ومحللي ومثقفي الشاشات العربية، إلى حد أن بعضهم كاد يبكي معها، فعلا وعند حق.. يا عزيزتي، لم يفعل ما فعلتي ولا أحد من المشاهير العرب المطبلين في الأغلبية للأنظمة المستبدة والدكتاتورية، فتأكدي أنه لا يخفيك ما أسأقوله وهو أن هذا الكوارث التي جعلت دموعها تنزل، كان سببها غزو أمريكي بكذبة سخيفة حولت بلد مستقر إلى بلد ينزف خسر الملايين من الأبرياء تحت صواريخ أمريكا، ولم تقل لنا أنه في ذات يوم أعدم رئيس دولة العراق، وسجنت كل قيادته تحت إشراف أمريكا وبدون ذنب إلا لرفضهم الاستسلام للغزو.
نعم بكت تلك الوجوه مع جولينا جولي وأطلقوا عليها أيقونة الإنسانية، وإنهالت عليها عبارات الشكر ورسائل الثناء، بينما السفير الأمريكي يجتمع في المنطقة الخضراء ببغداد، مع رؤوس المال والسلطة للإشادة بالديمقراطية الغربية، وترامب يغرد بقلب يقطر رحمة على أطفال الغوطة، وإيفانكا تحتفل بالسفارة في القدس على بعد خطوات من أكثر من عشرات الشهداء العزل، الذين سقطوا برصاص عصابات الكيان الصهيوني ، فالحال مؤلم ومؤسف مرجعياتنا من جامعة العرب والأزهر والحرم المكي والمؤتمر الإسلامي، كلها لاترى من الوطن المشتعل والأمة المريضة المهانة الضائعة التائهة، سوى دموع جولي وكعب ومفاتن إيفانكا…..يفرج الله