معيدين …ولا أحد يفسد علينا عيدنا …!!-صفوة الكلام للكاتب عماره بن عبد الله

معيدين …ولا أحد يفسد علينا عيدنا …!!

صفوة الكلام

للكاتب عماره بن عبد الله

مما لا شك فيه أن العيد فضلا عن كونه عبادة ويوم مقدس عند المسلمين، وهبة من الله للعباد بعد تأدية الطاعات المفروضة عليهم ، هو أيضا مناسبة لنشر الفرح وأجمل اللحظات الايمانية الاحتفالية المباركة،  لدرجة أن إظهار هاته النفحات والتعاملات الانسانية الراقية من بهجة وفرح وطيبة قلب وسماحة أرواح واجب على كل من عاش وعايش هذا اليوم السعيد ، لماذا..؟ تعظيما لشعيرة من شعائر الله سبحانه وتعالى، نعم فالعيد هي مناسبة ومحطة ربانية روحية تقوى فيها صلة الأرحام ، وتحفز عليها تواصل الأهل والأصدقاء والأحبة ونشر المودة بينهم ويتذكر فيه الإنسان أهله وأحبابه ويتقرب منهم ، كما هو وهذا الاهم والأسمى في هذا الزمن بالذات ، فرصة رائعة لنبذ الخصومات ومصالحة الناس والكيانات والدول ذات البعد الديني والفكري والجغرافي الواحد.

كما أنه من المقاصد العظيمة التي شرعت لأجلها الأعياد في الإسلام ، تعميق التلاحم بين أفراد الأُمة الواحدة ، وتوثيق الرابطة الإيمانية وترسيخ الأخوة الدينية بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، كما أن لمناسبة العيد ميزة حديثة العهد تندرج في إطار اللقاءات التغافرية والمعايدات بين أهل الجماعة الواحدة ، بإختلاف أجناسهم وألوانهم ومستوياتهم الاجتماعية والمهنية لا لشيئ إلا لمعايدة والتغافر واللقاء والتناصح والتشاور في أمرهم وأمر المسلمين عامة ، بل أسمى من هذا وذاك تتعالى الاصوات والحناجر بالدعاء للوطن بالنصر والتمكين ، وللأمة بالفرج القريب وللشباب والنساء بالهداية ،  وللعين الساهرة حماة الوطن في الحدود والبوادي والأرياف والمدن باليقظة الدائمة ، أنه فضل العيد وفضل نفحات العيد .

لكن مع الأسف الشديد هناك من يريد أن يفسد ، بل أفسد فرحة العيد على الكثير من أفراد الامة السوفية  إنها الإدارة وظلم الإدارة وعدم الموضوعية والالتزام بأخلاق الإدارة ، هاته المسماة كما ذكرت بدل أن تبسط الفرحة بشفافيتها لدراسة ملفات السكن وتحصيصات أراضي البناء ، التي وزعت منذ أيام في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية ، حتى يعم الخير وتدخل الابتسامة على محيى الجميع ، ولمن يحق له ذلك من برنامج الرجل الأول في البلاد ، لكن سحقا لإدارة لم تكون موظفيها ، سحقا لإدارة أسقطت معاني الشفافية والنزاهة والعدالة الاجتماعية من أبجدياتها ، سحقا إدارة تتعامل بمبدأ (شد.. مد) ، سحقا لإدارة ألحقت الأذى بذلك المواطن الفقير المعدوم وتلك الماجدة التي تربي اليتامى ، وأجبرتهما على الوقوف تحت حرارة الشمس وفي فصل الصيام في مشهد ، لا يحبذا أن يكونا أحد أركانه ، الاحتجاج والاعتصام في منظر لا يحب أحد أن يكون في بلد مثل الجزائر ، بلد الخير والسياسة الاجتماعية الناجحة الرائدة ، بلد المقاربات الناجعة ، بلد ولي أمره مهندس الامن والسلام عبد العزيز بوتفليقة ، فسحقا ألف مرة لموظف لم يحترم كل هاته المشاعر الرمضانية والعيدية والقيم الوطنية ، وسحقا لتلك الديناصورات المارقة (…) التي ورغم انقراضها إجتماعيا إلا أنها مازالت تسهم في مهازل هاته الإدارة .

مع كل هاته المعاناة يبقى الامل في تلك التصريحات المسؤولة التي أطلقها رجل الولاية الأول ، الذي قال أنا هنا فهيهات هيهات أن يهان من وليت أمره …! ،  فإستبشر من غضب خيرا ، مع كل هاته المعاناة يبقى الخير في تلك السواعد من قوات أمننا البواسل التي احتضنت وحرصت جموع المحتجين بيقظة نادرة بل مفقودة عن الجار والشقيق والصديق من دول العرب والمسلمين ، فلا نامت أعين الجبناء بل سنفرح بالعيد وكلنا تصافح ومودة وتراحم وحبا لوطن سيكون لنا لا لكم.. يفرج الله…!!

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: