منتخبون يؤكدون عدم الحصول ولو على عرض عمل واحد لشباب الوادي
لا تزال نسب توظيف البطالين وحاملي الشهادات بالشركات البترولية الناشطة بإقليم ولاية الوادي، صفرية وبعيدة عما هو مأمول، حسب وثيقة صادرة عن منتخبي بلدية دوار الماء، الحاضنة لأغلب هذه الشركات المنقّبة، حيث أعابوا تجميد تشغيل شباب المنطقة، وعدم التصريح بالمناصب الشاغرة للسلطات الولائية والمحلية.
وانتقد المنتخبون رئيس المجلس البلدي لبلدية دوار الماء المعنية بنشاط تلك الشركات النفطية، حسب الوثيقة التي تحصلت جريدة الجديد على نسخة منها، لفشله في تسيير ملف التشغيل الحساس بالمنطقة، بالقول: ” فشله الذريع في تسيير ملف التشغيل رغم وجود العدد الهائل من الشركات البترولية التي تنشط على تراب البلدية وعجزه في الحصول ولو على عرض عمل واحد”. وهو ما يطرح التساؤل حسب كثير من المراقبين، عن سبب عدم فتح تلك الشركات لمناصب عمل لشباب المنطقة والولاية، وهم الأحق بمناصب توظيف عن غيرهم حسب قرارات الحكومة والتعليمة رقم 04/19 القاضية بإجبار الشركات النفطية على تشغيل وتوظيف شباب المناطق التي يجري بها الاستخراج والتنقيب.
وتلزم هذه التعليمة المؤسسات والشركات بعدم اللجوء إلى التوظيف من خارج الولاية إلا بترخيص استثنائي موقع من الوالي، والذي يكون حسب التعليمة بناء على تقرير معلل ومشفوع برأي مصالح التشغيل المختصة. كما تلزم هذه التعليمة غير المطبقة كل الشركات البترولية بالتصريح بكل منصب شغل شاغر لديها عند وكالات التشغيل على مستوى البلدية التي تنشط على مستوى إقليمها.
وقد أكدت مصادر مقربة من شركة سوناطراك منذ أشهر اعتزام المجمع انجاز سبع منصات حفر بترولية جنوب وشرق ولاية الوادي خلال سنة 2018، ببلديتي الطالب العربي ودوار الماء، لاستغلال حقل بترولي بصحراء غرد الزيتة، الذي يبعد بنحو 150 كلم عن مقر عاصمة البلدية، وهو حقل ذو تدفق عال، يوجد بالمنطقة اللصيقة بحاسي مسعود، وهو حقل مكتشف مع حقول بترولية أخرى ضخمة سنة 2013، على امتداد الشريط الحدودي الشرقي مع دولة تونس. كما سيتم إنجاز مجمع لتكرير البترول بالمنطقة الرعوية “حمادة أم السعد “، حسب المصادر، قرب الحقول المكتشفة في نفس المنطقة، لتغطية حاجات الولاية من المواد الطاقوية الرئيسية، والتخلص من شحنها ونقلها لمسافات طويلة من شرق وغرب البلاد.
من جهة أخرى انتقد فاعلون عدم تدخل المشرفين والمعنيين على أجهزة التشغيل بالولاية، من أجل التنسيق وتوفير مناصب عمل بالشركات النفطية العاملة في حقول البترول والنفط بمنطقتي دوار الماء والطالب العربي، مع غياب كلي للتصريحات والإعلانات المتعلقة بالتوظيف والتشغيل في تلك المناطق الغنية بالطاقة، التي تبقى بعيدة عن حلم شباب الولاية في التشغيل والعمل، في ظل غياب كل المسؤولين الولائيين والمنتخبين عن حل هذا الإشكال.
أكرم سعدي