جريدة الجديد اليومي يومية وطنية شاملة
في حفل رمضاني قرآني يعد سابقة في تاريخ منطقة حاسي خليفة.
الشيخ محمد العيد تجاني :” علينا مُواصلة السيّر على هذا النهج المُبين، مُتمسكين علما وعملا بالقرآن الكريم والسنة النبوية المُطهرة لنُحقق لأنفسنا ومُجتعنا الخير العميم..”
شهد الحي العريق الهمايسة ببلدية حاسي خليفة ، سهرة السبت الفارط بمناسبة إحياء الليالي الرمضانية ، حفل رمضاني قرآني تكريمي لفائدة 42 حافظ وحافظة لكتاب الله ، من تنظيم المجمع الثقافي للزاوية التيجانية الكائن مقره بذات الحي.
الحفل المذكور يعد سابقة في تاريخ حاسي خليفة وحدث علمي وتنويري كبيرين ، لاسيما تعلق بخاصية الحضور النوعي والمتميز ، المتمثل في شيخ الزاوية التيجانية الدكتور محمد العيد تجاني والسيد رئيس المجلس الشعبي الولائي محمد طليبة ، وعدد من المدراء التنفيذيين والسلطات الامنية والعسكرية وأعضاء المجالس المنتخبة ، ووجهاء ومشايخ وأعيان بلدية حاسي خليفة ، ومقاديم وأتباع الطريقة بولاية الوادي ، ناهيك عن الحضور الرسمي للهيئات الادارية والسلطات المحلية والأمنية والعسكرية ، فضلا عن جمع غفير من المواطنين الذين أبوا إلا أن يفرحوا فرحة العرس القرآني الكبير .
تخلل الحفل عدة مداخلات تثني عن الجهد الكبير للقائمين على المجمع ، وعن الدور الكبير الذي تقدمه الزوايا ودور تحفيظ القرآن الكريم في الحفاظ عن الاجيال والمجتمع الجزائري ، وعن قرآنه وعربيته وهويته ومرجعيته ومذهبه المالكي ، في ظل ما يحاك بالوطن ونسيجه الاجتماعي ووحدته الترابية والفكرية ، والتي كان ابرزها كلمة رئيس المجلس الشعبي الولائي محمد طليبة الذي تطرق الى الدور الرسالي للزوايا والمتمثل في الحفاظ على تراثنا الاسلامي مؤكدا على اهتمام الدولة الجزائرية بالزوايا ودعمها لها ، منوها في نهاية كلمته بالعمل الجبار للمشروع العلمي التنويري ، الذي يواكب التطورات الحالية والذي تتبناه الزاوية التجانية ، في حين تطرق الدكتور محمد العيد تجاني شيخ الزاوية التيجانية بتماسين خلال كلمته قبل الترحيب بالحضور الذين أتوا من مناطق مختلفة من الولاية وأيضا السلطات المحلية والنواب ، الى الحث على الوحدة والتآزر ولم الشمل والتعاون والالتفاف حول القيادة والمرجعية، مستخلصا في ذلك العبرة من غزو بدر الكبرى والنصر المبين للمسلمين ،عندما كانوا خلف قائد واحد وهو من هو سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، وضرورة أسقط وقائع تلك الملحمة على واقع الامة اليوم ، كما أثنى على جهود القائمين على المجمع داعيا لهم بالتوفيق والاستمرارية في عملهم التنويري الاجتماعي ، مهنيا المكرمين على تفوقهم وصبرهم ، ناصحا إياهم على مواصلة السير على هذا النهج المُبين ، مُتمسكين علما وعملا بالقرآن الكريم والسنة النبوية المُطهرة لنُحقق لأنفسنا ومجتمعنا الخير العميم ، كما تخلل الحفل عدة فقرات كالإنشاد والابتهال الصوفي والمديح المحمدي .
للإشارة يتشكل المجمع الثقافي للزاوية التيجانية بحي الهمايسة بلدية حاسي خليفة ، من جمعيات محلية نشطة في المجتمع المدني ، على غرار جمعية المحبة الشبانية وجمعية التراث للتواصل الثقافية والجمعية الرياضية أسود الهمايسة ، متحدة في نظام واحد من أجل حماية المجتمع ، في إطار دورها التكميلي رفقة السلطات الرسمية ، وذلك من خلال قيامها بجملة من النشاطات والايام التحسيسية والتوعوية والايام الدراسية والملتقيات المتنوعة ، كما تسهم في احياء المناسبات الدينية والوطنية ، يحتوي هذا المجمع على مكتبة متنوعة ، ورضة أطفال وورشة خياطة وأقسام لتحفيظ القرآن الكريم.
عماره بن عبد الله
