إعلان باريس…هل يمكن لمن تسبب في المشكلة أن يكون جزءا من الحل ..؟

إعلان باريس…هل يمكن لمن تسبب في المشكلة أن يكون جزءا من الحل ..؟

صفوة الكلام 

بقلم :عماره بن عبد الله.

  هاهي باريس ماكرون وبعد دخول السنة الثامنة ، من عمر ما يسمى بثورات الربيع العربي الذي إبتليت به بعض الدول العربية ، على غرار ما أصاب الاقطار الثلاثة (ليبيا وسوريا واليمن) من خراب ودمار ، لا تزال تعاني شدته شعوبها حتى الآن ، قلت هاهي تحاول لمحو آثار جريمة باريس ساركوزي ، فهل يمكن لمن تسبب في المشكلة أن يكون جزءا من الحل؟ وبالتالي ماهو تفسير هذا الحرص الماكروني ، الذي ومن دون مخالطة أو خروج عن النص ، لا يفعل ذلك لسواد عيون الليبيين ، وإنما لفرض سيطرته والانفراد بحكم ليبيا كليا ، بعد ما تعددت الأطراف الدولية وتشابكت أدوار المخابرات الأجنبية فيها..(أتمنى أن أكون غير صائب)…!.

فعلا إن مجرد جلوس الرباعي (السراج وحفتر وعقيلة والمشري) ، وغيرهم من الأطراف التي يمكن القول أنها مشكلة للملف الليبي (طبعا في ظل إقصاء أنصار النظام الجماهيري) ،على طاولة واحدة يعد إنجازا كبيرا ، ونحن نتحدث عن إعتراف الشخصيات الليبية الاربعة التي حضرت اللقاء ببعضها البعض ، بالرغم من أن هذا الاعتراف لم يتم في العلن ولكن مجرد الحضور والجلوس ، وعقد لقاء خاص بحضور من حضر من دول العالم ، لكن جميع من شاهد الندوة الصحفية والطريقة التي وقف بها الجميع للإعلان عن ميثاق عفوا إعلان باريس ، سيقرأ في الصورة وجود خلافات كبيرة بين السراج وحفتر تحديدا، وبالتالي لا إتفاق باريس ولا عشرة أمثاله يمكنه أن يحل الأزمة على المدى القريب.

تبادل للصور والإبتسامات بل الضحكات العريضة من هنا وهناك ، في الوقت الذي يتأزم حال أهل خيام قرارة القطف وسبها في الجنوب ودرنة قلعة الجمال شرقا ، ويتواصل ألم وعذاب من تغص بهم سجون المليشيات ، بصراحة احتفاء فرنسي مبالغ فيه بالاتفاق المبدئي الذي تم منذ يومين بين شركاء الأزمة الليبية ، إتفاق يحدد تاريخ العاشر ديسمبر المقبل كموعد لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، كأن المعضلة الليبية لا تنقصها التواريخ ولا عقد الاجتماعات المشتركة ، بل تحتاج إلى إرادة حقيقية من أجل الالتزام بذلك الحل المبدئي ، فهل يستفيق الليبيون من غفلتهم بعد كل هذا الوضع المشين والسنوات العجاف..؟ أم أن ساكني تلك الخيام سيقلبون الطاولة ، ويزيحون صفحة حالكة السواد ويشعلون شمعة تبدد الظلام ، وينطلقون في مسيرة إعادة الاعتبار لهم ، ثأرا من أنفسهم التي ركنت وخنعت ، والخروج من واقع مظلم وظالم إلى واقع أنسب وأفضل لهم ولأجيالهم اللاحقة.

هذا ما دار في لقاء الاخوة الفرقاء من أبناء جارتي ليبيا العظمى ، التي (حتى لا أقول شيئا آخر) ، بمكر بورنارد ليفي أصبحت دمار وخراب واختلاف بعد رائعة الراحل محمد حسن ” يا ليبيا يا جنة ” ، أما الذي سيبقى ولن يتغير هو دور جيرانكم في الجزائر ، والذي لا يمكن أن يكون تابعا لفرنسا ،  فحتى وإن كان اللقاء في باريس تحكمه رغبة كل طرف في وجود بلد غربي قوي كمظلة وضامن لأي تطور ، فهذا لا يبرر تراجع الجزائر التي يجب أن يكون صوتها مسموعا وقويا ، وموقفها محتفظا بمبادئه التي بُني عليها منذ البداية وهي عدم تدخل الخارج في الشأن الليبي ، ومنح فرصة المشاركة للجميع وإن كانوا خصوما سياسيين تقليديين ، فلا حل سياسي دون إشراك كل الأطراف ،.. ويفتح الله..!!

 

 

 

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: