قال تعالى : “فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ”
بعد شهرين من إفتتاحه من طرف السيد الوالي حمو بكوش مرفوقا بالسلطات المحلية والامنية والعسكرية والمنتخبيين والاعيان وشيوخ الزوايا ،هاهو مسجد ومدرسة المجاهد الكبير وناصر العلماء المرحوم بن السيحمو مولاي المهدي ، بقصر العلوشية بلدية سالي ولاية أدرار ،يشع نورا على أهل المنطقة من مصلين وطلبة علم لاسيما في هذا الشهر الفضيل .
في مبادرة عائلية ذات أبعاد إيمانية متعلقة بتكريم الوالد المجاهد الكبير وناصر العلماء المرحوم بن السيحمو مولاي المهدي، شرع أبنه البار مولاي مبارك بن السيحمو ، أحد مشايخ وإطارات وأعيان ولاية أدرار ومنطقة توات ككل ، في الشروع ببناء هذا الصرح القرآني الحضاري العلمي المسجدي الدعوي الاجتماعي الراقي ، صدقة على روح والده وفضاء لخدمة الاجيال ، وحمايتهم مما يحاك بهم وعليهم من تحديات فكرية تزعزع كيانهم الاجتماعي والاسري ، وهذا ما تحقق فعلا فالصرح المسجدي المجاهد الكبير وناصر العلماء المرحوم بن السيحمو مولاي المهدي ، ومع هذا الشهر الكريم واقع ملموس ، بوسائل جد متطورة وخدمات تقنية وعصرية تضاهي المدارس العصرية العلمية والعالمية ، يتكون من 4 طوابق الطابق الأرضي فية مقصورة وقاعة صلاة ، وجناح صحي ، ومخزن ، أمّا الطابق الأول به قاعة صلاة رقم 2 ومكتبين ، مكتبة ثم قاعة متعددة النشاطات أمّا الطابقين الثاني والثالث بهما مد سة قرأنية وغرفتين ، وقاعة علاج و قاعة إعلام ألي وجناح صحي ، فعلا هو مكسب لأهل للمنطقة نظرا للواسائل الحديثة التي زود بها والخدمات متنوعة التي يستفاد منه الطلبة والزائرين له .
المُـجاهد الكـبير نـاصر العـلم والعُـلماء والمُـحاهدين سـيدي مـولاي المـهدي آل سـي حـمو.
مـن مـواليد (1900 قـصر العلـوشية بـلدية سـالي ولايـة ادرار)، تـربى عـلي يـد والـده وأخـذ العـلم والفـقه وحـفظ القـراءن الكـريم عـلى يـد شـيوخ عـصره وعلماء وقتـه إلـى أن أخـذ حـظا وافـرا مـن أصـول الديـن وفـقه المـعامـلات وفـك المـنازعات، كـما عُـرف عـنه حـبه للتـضحية وكُـرههُ للمـستعمر، فـأنضم الـى صـفوف الثـورة ضـمن الفـدائيين وبـحكم مـعرفته بالمـنصقة والأقـاليم المـجاورة والعاصـمة كُـلف مـن قـيادة الثـورة بـربط الإتـصالات بـين المُـجاهدين مـن الفـدائيين والمسـبلين، وعـمل عـلى تـوفير المـخابئ لهـم ومركـز لتـدريب فـي أمـلاكه ومـساكنه (بـسالي)، مـثلما فـعل مـع (المُـجاهد عـلي لبـونت سنـة 1957 ).
كـان لـه دور أسـاسي فـي إخـفاء السـلاح ووثـائق الثـورة ومـراسـلات مـسؤولي العـمليات الفـدائية وتـحضير أمـاكن لإجـتماعات المُـجاهدين (بـتوات) فـهو قائـد فـذ جـريء يمـضي فـي أمـره بـمضاءً حـازم وكـلمة قـوية مُـعبرة ونـفس شُـجاهك أبـية فـمال النـاس إلـى صـدقه ورأوا فـيه الشـجاعة فـي زمـان جُبـن فيـه البـعض ورأوا فـيه الإصـرار فـي زمـان كـثُر فـيه المـتراجعون والفـارون ورأوا فـيه القـوة فـي زمـان كـثُر فـيه الضُـعفاء المـتدثرون بـأسـماء الأقـوياء ورأوا فـيه الصـوة الجـريء فـي زمـان إخـتنقت فـيه الأصـوات أو بـحت رأوا فـيه القـائد الحـق الـذي يـستحق هـذا الوصـف بـكل جـدارة ومـن كـلمه التـي قـال فـيها مـخاطباً جـماهير الشـعب الجـزئري (أقـول لـكم لأطمـئنكم لـو رحـل ددوش مُـراد وزيـغود يـوسف وحـسيبة بـن بـوعـلي وسـويداني والـجميع فـوالله لـن نـزداد إلا لُـمحة وحـباً ) فـنحن الذيـن تعانـقت أيـادينا فـي هـذه الحـياة الدنـيا عـلى الزنـاد فـنال فـوق شـرف التـأسيس مـع رفـقائه المُـجاهدين قـادة اركـان جـيش التـحرير مـنهم فـخامة الرئـيس الحـالي للجـمهورية السـيد عـبد العـزيز بـوتفليقة أطـال الله فـي عُمـره وأمـده بصـحة والعافـية للجـبهة الجـنوبية للثـورة التـحريرية (بـڨاو مـالي ) فـي البـلد الصـديق المـجاور وكـان مـثابراً فـي العـطاء والعمـل المـتواصل والجـهاد ليـعلم النـاس أن القـيادة تـعني الثـبات والتـمسك بالحـق و الإصـرار عـلى حـمل الرايـة مهـما تـكاثرت الخـطوب.وبقي على هذا العهد والوفاء الى أن وافته المنية يوم 02 نوفمبر سنة 1976 .
عماره بن عبد الله