الاعلام الامني ..قوة تشاركية لبناء منظومة “توعية وتصدي” صفوة الكلام للكاتب عماره بن عبد الله

مما لا شك فيه ولاعتبارات ملموسة ودقيقة يميزها الوضوح والتقنية العالية , أضحى الإعلام بوسائله المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية ، يمثل محورا أساسيا لمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ، بل القناة الرئيسة لنشر كل أنواع المعارف والعلوم والأفكار والآراء , والتوعية في كل ما يتعلق بالقضايا الامنية والجيوإستراتجية في ظل عالم متغير دقيق , تتوغل فيه أخطار ناعمة بوسائل وتقنيات مختلفة , سهلة التناول والاستقبال لدى المواطن البسيط , مما يستوجب الإعداد لبناء إستراتيجية إعلامية مبنية على رؤية ويقظة أمنية , مستمدة من عمق ثقافة ومنظومة المجتمع ، وبالتالي نعي خطورة الدور والكلمة التي إذا خرجت لا تعود ، وما يترتب عليها من تداعيات وتأثيرات على الفرد والمجتمع ككل .

ومع هذا التطور المذهل والمحفوف بالمخاطر في عالم الاعلام والاتصال والتكنولوجيا , ناهيك عن الزيادة والتدافع الغير مسبوق في حقب زمنية ليست ببعيدة , للأنشطة الإعلامية داخل البيئة الاجتماعية الجزائرية المتأثرة كغيرها من ما يعرف بعولمة الفكر, وهذا ما أعطى للاعلام الأمني دور بالغ الأهمية والحيوية في المجتمع ، حتى صار تلك الركيزة الأساسية لدعم وتنمية الحس الأمني والوقائي لدى الأفراد من خلال تعاونهم في حفظ الأمن والاستقرار، فضلا عن كونه وسيلة لتوسيع الآفاق المعرفية لأفراد المجتمع ,مما جعلهم على اتصال مباشر ودائم وحصري مع الأحداث مهم إختلف لونها وشكلها وخطرها.

وإنطلاقا من التغيير الجذري والعميق لعدد من المفاهيم , لاسيما ما تعلق بمفهوم المسؤولية الأمنية , التي كانت حكرا على بعض الهيئات الامنية والشرطية والاستخباراتية , هاهي اليوم وبفضل جملة من التغيرات التي فرضتها بعض الوقائع أصبحب وأصبح الامن بصفة عامة , مسؤولية تضامنية وعملية تشاركية يسعى الاعلام لتحقيقها من أجل إيجاد الأرضية المشتركة بين الأجهزة المعنية والمجتمع ، وبالتالي الوصول إلى بناء شراكات مجتمعية قوية وفعالة تؤمن برسالة الأمن ومتطلباته , وهذا ما يتطلب التركيز على التكوين الأكاديمي الفعال والمنهجي , وكذلك التعليم المستمر والتنسيق ما بين جهات التكوين والتدريب والمنظمات والمؤسسات المختلفة , وإقامة الدورات والندوات والانفتاح الفعلي مع كل الاجهزة الاعلامية التي تعتبر صوت المواطن ولسان حاله.

وهنا مربط الفرس من خلال ما قامت به المديرية العامة للأمن الوطني , ممثلة في خلية الاعلام والاتصال اليومين الماضيين عندما أشرفت على تنظيم ملتقى وطني ,غاية في الأهمية والنوعية والحضور والتوقيت حول الاتصال الأمني ودوره في تطوير التوعية الأمنية , جمعت فيه إطارات المديرية مع نخبة من الاساتذة والاكاديميين والخبراء الأمنيين والاعلاميين وممثلي المجتمع المدني , قصد تعزيز آليات التواصل المؤسساتي وتقديم الخدمات لفائدة الإعلام الوطني ,وتمتين تلك العلاقة بين المواطن وشرطته , وهو ما يحتم على وجود ذلك الانسجام بين رجل الشرطة وكافة أجهزة الإعلام الوطنية من دون إستثناء , وهذا ما يفسر حسب الرجل الاول في جهاز الشرطة الجزائرية اللواء عبد الغني هامل أولى إهتمامات المديرية العامة , التي تثمن الجهود الجبارة التي تبذلها مختلف أجهزة الإعلام العاملة في حقل الإعلام الأمني للحفاظ على أمن وسلامة المواطن من جهة , والتزام الأسرة الإعلامية الوطنية التي تشكل الدعم القوي والسند الثابت للمديرية من جهة أخرى, هذا وقد تطرق المشاركون في أشغال الملتقى إلى تحديد وحصر ودراسة جملة من المفاهيم والتحديات الحاصلة, خاصة تلك التي تشكلها مواقع التواصل الاجتماعي, ومدى تأثيرها في الرأي العام والاتفاق بعد مناقشات جد مدركة على كيفية وطرق مواجهتها ، كما كان الملتقى فرصة سانحة من قبل الحضور, للتنويه بالدور المتميز للشرطة الجزائرية في مجال تعزيز الاتصال الأمني والعلاقات العامة ..حفظنا الله لما يحاك لنا وعلينا.

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: