المشروبات الغازية من الانتعاش إلى جهل أخطارها

 تعتبر المشروبات الغازية مهمة وذات طلب متزايد من قبل الجزائريين، حيث لا تخلو مائدة جزائرية إلا وعليها نوع منها، وأصبحت تلق رواجا كبيرا في مختلف المحلات، أين باتت مطلبا أساسيا شمل كل الفئات دون مراعاة أخطارها من خلال الإفراط في شربها، إذ أصبح شرائها ضروريا بالنسبة لأغلب العائلات الجزائرية.

لاحظنا إقبال الجزائريين بمختلف أعمارهم على المشروبات الغازية، و لعل الأسباب التي زادت من حدة الإقبال الواسع  تلك الومضات الإشهارية التي تضع من خلالها المشروبات الغازية في أحسن الصور والتي تتميز بالراحة والانتعاش التي يربطونها بها،حيث  يقوم الجزائريون بتصرفات خاطئة عديدة ومن بينها تعويضهم للمياه المعدنية بهذه المشروبات التي تكون السبب الرئيسي في فقدانهم لصحتهم و إصابتهم ببعض الأمراض إلى جانب هذا لا يتوانى الجزائريون في إعطاء هذه المشروبات إلى أطفالهم بالرغم من أن مثل هذه المشروبات تكون السبب وراء إصابة  أبنائهم بالعديد من الأمراض الخطيرة، كالسمنة والسكري وغيرها من الأمراض، في الوقت الذي أكد الأطباء أن المشروبات الغازية تخل بتوازن سوائل الجسم وتصيبه بالجفاف ليصبح بذلك محتاجا إلى شرب كمية من الماء تعادل سبعة أضعاف ما شربه من المشروبات الغازية لاستعادة هذا التوازن.

الومضات الاشهارية أقوى دافع لاقتنائها

بالرغم من الرواج الكبير الذي تلقاه المشروبات الغازية في الأونة الأخيرة،بسبب الطلب الكبير عليها من المواطنين سواء من محلات بيع المواد الغذائية أو في المطاعم المختلفة،إلا أن السبب الرئيسي الذي يشجع المواطن على شرائها يعود إلى  الإشهار والإعلانات التي لها صدى كبير خاصة في القنوات السمعية البصرية التي بدورها تعمل على تحفيز المشاهد وإقناعه بقوة المنتوج مهما كان نوعه،والمواطن هو الأخر يجعل ثقته في الإشهار من خلال شراء كل ما يعرض في التلفزة،و أهم الإعلانات الخاصة هي أنواع المشروبات الغازية ومن خلال اختيار شخصيات كبيرة تتناول هذه المشروبات لجذب أكبر قدر ممكن من الزبائن.

الكوكاكولا والبيبسي تحتلان الصدارة

بالرغم من جهل المواطنين لخطورة المشروبات الغازية إلا أنها تحافظ على مكانتها، وخاصة منها الكوكاكولا والبيبسي اللتان أصبح المواطن لا يستغنى عن شرائهما، واتخذهما المواطن بديلا عن المشروبات الأخرى، ويرجع الفضل في رواجهما إلى تسليط الضوء عليهما من خلال الومضات الاشهارية في مختلف القنوات التلفزيونية،التي أصبحت تجذب المشاهد من خلال إرفاق المنتوج بأغنية معينة تستهوي قلوب المشاهدين وتستقطب جيوبهم،

للمشروبات الغازية أخطار  

إن الإفراط في تناول المشروبات الغازية ينتج عنها أضرار خطيرة بجسم الإنسان حيث يؤدي تناولها بكثرة إلى زيادة محيط الخصر ومؤشر كتلة الجسم العامة فقد وجد العلماء بأن تناول مشروبات تحتوي على محليات صناعية قبل وجبة الطعام يؤدي إلى تناول كمية أكبر من الطعام وبشكل عام فإن المحليات والحلويات تسبب الإفراط في تناول الطعام،

كما تتسبب المشروبات المحلاة بالسكر الصناعي إدمان الدماغ عليها فكلما شربت أكثر كلما شعرت برغبة في المزيد، فالمشروبات المحلاة بالسكر الصناعي تزيد من شهيتنا للسكريات مما يعني بأنك لن تكتفي بعبوة واحدة بل ستشرب أكثر حتى تشعر بالرضا والاكتفاء. وكما نعلم فأن ذروة السكر سريعة الهبوط وهذا يعني سلسلة لا تنتهي من الرغبة والشبع، ووفقا لدراسة أجريت على 3000 امرأة في مستشفى بوسطن للنساء على مدى 11 عاما تبين أن تناول 2 أو أكثر من المشروبات الغازية في اليوم يؤدي إلى هبوط سريع في كفاءة وعمل الكلية في الحقيقة على الأشخاص الذين يتناولون المشروبات الغازية بانتظام أكبر عمرا من غيرهم ممن لا يشربونها.

ووفقا لدراسة أجريت عام 2012 تبين أن الأشخاص الذين يشربون الصودا قليلة السكر أو الخالية من السكر يوميا في خطر الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة بنسبة 43 بالمائة أكثر من الأشخاص الذين لا يشربونها. على أي حال شرب الصودا مرة كل شهر أو كل 6 أشهر لا يسبب المشاكل المتعلقة بالقلب بالإضافة إلى هذا فان المشروبات الغازية تحدث تسوسا للأسنان بمرتين إلى ثلاث مرات أكثر من السكريات الموجودة في الحلويات، من خلال إذابتها لطبقة المينا في الأسنان لأنها تحتوي على العديد من الأحماض في تركيبها، كما يمكن أن تتسبب في حدوث حصوات الكلى إذا كان الشخص يشرب أكثر من أربع عبوات أسبوعيا وذلك بسبب احتوائها على حمض الفوسفور الذي يغير من تركيب البول في الجسم.

ويتسبب الاستهلاك المرتفع لهذه المشروبات سواء العادية منها (المحتوية على السكر) أو “اللايت” ارتفاع ضغط الدم كما أنها تهدد صحة الإنسان بالإصابة بعدة أمراض لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن إيجاد حلول لها سوى الإقلاع عن تناولها لتجنب مضارها، إضافة الى أنها مشروبات لا يحتاجها الجسم أبدا ويمكن استبدالها بالماء الذي يحتوي على فوائد كثيرة لصحة الإنسان خاصة منها المياه المعدنية التي تحافظ على صحة وسلامة الجسم.

 

زليخة عجيمي

عن ahmed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: