“العيش معا بسلام“..الجزائر بلد توافق وتقارب ووجهات نظر.!
صفوة الكلام للكاتب عماره بن عبد الله
“جئتكم رسول حب وسلام، ما جئتكم محتكرا للوطنية أو للحقيقة، أو جالسا على كرسي العصمة ، لكن جئتكم لتعلموا بأن الجزائر ليست بخير، وأنه لا بد من النهوض كرجل واحد لإنقاذها من محنتها، تناديكم بجراحها تناديكم بأمواتها، تناديك بقتلاها تناديكم بضحاياها تناديكم الجزائر، فهبوا لإنقاذ بلادي…!”.
لم يكن يدري صاحب هذا الخطاب وهو من هو .. ؟؟ ، ذاك الذي سعى بكل ما أوتي من قوة وصبر وجراءة ، منذ انتخابه رئيسا على الجزائر والجزائريين , ومتى ..؟ في ذلك الوقت الحرج الصعب , من أجل وقف نزيف الدم وإطفاء جمرة الإرهاب، إلى إقناع الجزائريين بضرورة طي صفحة الماضي ، والذهاب لمصالحة وطنية تضع حدا لسنين الجمر , مصالحة تجمع ولا تفرق، وتشمل الجميع دون استثناء ، وتعيد للشعب الجزائري هيبته بين الأمم ، وتمكنه من العيش في أمن وسلم بعيدا عن ضغائن وأحقاد الماضي ، فعلا لما يكن يدري أن هذا الخطاب سرعان ما وجد آذان وأفئدة صاغية ، وقلوبا وعقولا واعية فما لبث أن تحول إلى نموذجا يحتذى به إقليميا ودوليا.
مما لا شك فيه فرسول الحب والسلام ومهندس ميثاق السلم والمصالحة في الجزائر، فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي أصبح إسمه يردد ويخلد في كل محافل العالم , ويجسد في الساحات والجداريات في بلاد العرب والعجم , قد اتخذ قرارا هاما سمح للجزائر هذا البلد الجريح أن ينعم بالأمن والاستقرار، وأن تكون منارة وأمل لكل الشعوب والأمم ، ودوحة للمقاربات والرؤى الناجحة الناجعة ، ومثال تقتدي به الدول المتضررة أمنيا ونموذجا في تسوية الأزمات الأمنية سلميا دون أي تدخل أجنبي ، وهذ ما ترجمته التجربة الجزائرية ونجاحها الباهر في المصالحة الوطنية والعيش في سلام ووئام ، وما لقيت من صدى إيجابيا وإشعاع دولي ، جعلها تحظى بإشادة واعتراف دوليين ورغبة إقليمية في الاستفادة منها .
وهاهو الشعب الجزائري على غرار كل شعوب العالم ، يحتفي بما أنجزه صبره وتحمله ، باليوم العالمي للعيش معا بسلام ، احتفالا ممزوج بالفخر والاعتزاز لأنه صاحب الاقتراح والمبادرة التي لقيت موافقة ومصادقة المجموعة الدولية منذ أشهر ، بعد جهود كبيرة بذلتها الدبلوماسية الجزائرية لإقناع الهيئة الأممية لتبني هذا اليوم الذي يحمل قيما إنسانية راقية موجهة لكافة شعوب المعمورة ، مهما اختلفت لغاتها ودياناتها وتقاليدها ، فضلا عن كونها مكسبا جديدا في سجل الدبلوماسية الجزائرية ، التي ترافع لتسوية الأزمات بعيدا عن لغة السلاح والتدخلات الأجنبية العسكرية ، التي يعرف الجميع كيف تبدأ ولكن لا أحد يدري كيف تنتهي ، ناهيك عن كون هذا المسعى يندرج في إطار جهود ترقية قيم ثقافة السلم والمصالحة ، وهي ذات النظرة التي سمحت للجزائر بوضع حد للنزاع العسكري بشأن ترسيم الحدود بين إثيوبيا وإريتريا ، كما ساهمت في وقف التصعيد العسكري بين الطوارق والحكومة المالية ، وأفضت جهود الجزائر إلى التوقيع على اتفاقية سلام بين الطرفين ، إضافة إلى الدور الذي تلعبه وبكل ثقلها في حلحلة المعضلة الليبية ، ودفاعها المستميت عن قضايا العرب والمسلمين في كل المحافل الدولية ، على غرار قضية فلسطين والصحراء الغربية وما تبذله من أجل تصفية الاستعمار ، مع تأكيدها الدائم على حق الشعبين الفلسطيني والصحراوي في تقرير المصير .
هذا ويبقى أمل الشعب الجزائري وقيادته متطلع ، الى ما هو أفضل وأهم وأرقى لتعيش كل الشعوب والأوطان بسلام ، ، وأي سلام والعربان يصرخون عشقا وولها لأجل عيونك يا إيفانكا.. !! ، باعوا القدس بل سلموه بدون ثمن ، فهيهات هيهات يا قتلة أبناء اليمن لن تطول فرحتكم فالحرب سجال ، والأيام دول ووراءكم أمة لا ترضى بالذل ، ولا تنام على الضيم ، وإن غدا لناظره قريب…يفتح الله .