كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى بالجزائر العاصمة، أن دائرته الوزارية تعمل حاليا على تأطير المساجد عن طريق المسابقات الاستثنائية لمواجهة التيارات الفكرية والطائفية.
وأوضح السيد عيسى، في رده على سؤال لنائب بالمجلس الشعبي الوطني حول نقص الأئمة في المساجد بولاية جيجل، أن “عملية التأطير تعرف تأخرا، خاصة منذ ظهور الأزمة المالية في سنة 2014 حيث تقلص عدد الائمة المستفيدين من التكوين عبر الوطن من 1000 إلى 500 أمام سنويا”.
وأضاف الوزير خلال جلسة علنية خصصت لطرح الأسئلة الشفوية، أنه لسد هذا العجز رفعت مصالح وزارته “انشغالها إلى الحكومة بغية العمل على تأطير المساجد عن طريق المسابقات الاستثنائية” وهذا بالنظر –كما قال– إلى “الخطر الدائم المتمثل في التيارات الفكرية الدينية والطائفية”.
وأشار إلى أن “أصحاب هذه الأفكار والتيارات يرتادون المساجد ويريدون الاستيلاء عليها”، مبرزا ضرورة التحقيق في هذا الوضع.
وفي سياق متصل، أكد الوزير أنه يتم العمل حاليا، في إطار لجان ولائية، على إعادة توزيع المؤطرين عبر كل مساجد الوطن حسب الاحتياجات، وهذا “للقضاء على ظاهرة تمركز الأئمة في المدن الكبرى وعزوفهم عن المناطق النائية”.
من جانب آخر، أوضح الوزير أنه سيتم قبل نهاية السنة الجارية استلام “عدد معتبر من المساجد الأقطاب بولايات تبسة، الاغواط، غليزان، معسكر، تندوف وتيبازة”، مشيرا إلى أن انجاز هذه المساجد يدخل في إطار “إستراتيجية الدولة لتأطير الحياة الدينية وبناء شبكة متكاملة يرأسها جامع الجزائر”.
وبخصوص المساجد التي استفادت من أشغال الترميم بتبرعات الجمعيات والخواص وتعرف تأخرا في الاستلام بسبب توقف التمويل، قال الوزير أنه تم إحصاء كل المشاريع التي تجاوزت فيها نسبة الأشغال 75 بالمائة وأن مجالس البناء والتجهيز التابعة لكل مسجد “ستجتمع قبل نهاية السداسي الحالي من أجل إعطاء الدعم اللازم لاستكمال الأشغال، إضافة إلى منح الرخص لجمع التبرعات على مستوى جميع المساجد وهذا حسب الأولوية”.
وأشار في هذا الإطار إلى أن العديد من الجمعيات الدينية تعمل على “إطلاق مشاريع إنجاز مساجد تفوق بكثير حجم سكان المنطقة، وهو ما يحول دون استكمال بناء وتجهيز هذه المشاريع بسبب قلة الموارد المالية”.
عائشة نصرات