قمة الظهران : “أسلحة بلاستيكية” لا تنفع صديقا ولا تؤذي عدوا...؟
صفوة الكلام
بقم الكاتب /عماره بن عبد الله
أفتتحت قمة العرب وحتى لا أكون مبالغا ..! من دون أن يسمع بها الكثير من مواطني الدول العربية ، انتهت قمة الظهران السعودية بدل الرياض ، التي أصبحت تستقبل باستمرار وفي مواعيد غير منتظمة ، دفقات من الصواريخ الحوثية البالستية ذات الأثر النفسي المدمر ، إجتمع القادة وتحدثوا ثم تفرقوا كالعادة دون إجراءات ملموسة بشأن أي من الملفات الملتهبة وما أكثرها ، بل بكثرة المواعظ والكلام المنمق الخالي من الالتزام العملي ، والكثير من البكاء على أطلال أوطان مهشمة ، وسبب تهشيمها بعض القادة المجتمعون هناك.
اجتمع القادة العرب أو من مثلهم في لقاء القمة العربية ، في لقاء أقل ما يقال عنه أنه حدث عابر، وفاصل قصير لنعود بعده لمشاهد الفوضى والخراب العربي ، في لقاء كرس حالة العجز الذي تعيشه الأسرة العربية على مدى أكثر من سبعين عاما ، وفي وقت تجني فيه الأمة العربية نتائج ما عرف بالربيع العربي ، وتعيد التقاط أنفاسها بعد فترة من الفوضى والانفلات والمتغيرات وأزمات أمنية واقتصادية واجتماعية ، وتصدع في العلاقات العربية – العربية ، لدرجة القطيعة والتأمر ، أما عن طارئ نقلها من الرياض بسبب صواريخ الحوثيين فتلك إهانة جديدة لكل العرب ، فضلا عن كونها تنعقد بعد ساعات من ضربات وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد المتحالف مع إيران وروسيا.
اجتمع القادة العرب في الوقت الذي غاب الإسلام والعروبة والشرف والكرامة عن القمة ، وهو ما جعل الشعوب العربية ولم تبالِ بها ، مما يدل عن كونها واعية مدركة لما يخطط له اللوبي الصهيوني في الوطن العربي ، اجتمعوا ولم تناقشوا أي قضايا مهمة مثل الحرب في سوريا أو العلاقات الخليجية أو التدخل في ليبيا ولبنان واليمن وهذا ليس غريبا، فالجامعة العربية لم تقوم بحل مشكلة عربية واحدة ، لم تستطيع حل مشكلة الصحراء الغربية ولا قضية الحلائب ، ولا طنب الصغرى والكبرى ، ولا حرب العراق ولا سوريا ، ولا القضايا الخلفية من هنا وهناك ، وما أكثرها بعد قمة عمان الماضية ، فهي إذ صح القول والوصف قمة لرص صفوف الثالوث المصري الإماراتي السعودي ، وتسويق سياساته ومنها مشروعه في ليبيا واليمن وسوريا ، ولتحشيد العداء للدولة الإيرانية ومغازلة أمريكا وإسرائيل، ضمن مشروع القرن المتصدر له إبن سلمان.
أختتمت قمة الظهران بتلاوة ذلك البيان ، الذي كان الراحل معمر القذافي كثيرا ما يكشف نقاطه المعدة سلفا وبالتالي كان رحمه الله معري خزيها وتواطئها ، أختتمت والأمل قائم في مراجعة الذات ، مراجعة نقدية جادة فضلا عن مجموعة من القضايا والملفات الأساسية العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا ، والأزمات التي تعاني منها المنطقة ، نعم ..والأمل قائما في تفعيل التضامن العربي و دور الجامعة العربية ، ومراجعة الدفع الجزائري الذي تنادي به في كم من مناسبة ، وهو الإصلاح الشامل والعميق للهيكل العربي ، إضافة إلى حثها الدائم للإخوة العرب بضرورة انتهاج مقاربتها الناجعة في فض النزاعات ، وعليه مما لا شك فيه أنه لدينا نحن العرب كل المقومات والمعطيات ، لنواجه هذا الواقع المؤلم ونطل على غد مشرق مزدهر ومستقر وأكثر عدالة ، فنكون وطنا عربيا كبيرا يغتني بتعدديته ويقوى بمكوناته وتنوعه ، بدل أن نبقى أوطانا مبعثرة يسود بينها الشك والحذر ويسهل استفرادها وضربها ، يفتح الله ..!!