يومها.. بكت فيه الحضارة الإنسانية!!..

يومها.. بكت فيه الحضارة الإنسانية…!!

 صفوة الكلام

للكاتب :عماره بن عبد الله

في يوم من أيام الحزن ، في يوم من أيام المآسي التي تمر بها بلادنا بلاد العرب ، في يوم نكبة من نكبات الوطن وما أكثرها حتى لا أقول أولها ، استيقظت الشعوب العربية على فاجعة جرحت عروبتهم ، فاجعة هزت كبريائهم ومشاعرهم إنها فاجعة سقوط بغداد ، دون ذكر التفاصيل والإجابة عن كيف ولماذا ومن هو المتسبب..؟؟ ، سقطت بغداد وأختفى الجيش العراقي بين ليلة وضحاها ، حينها وفي مشهد جد مقزز ومؤلم تجرأ عدد من العراقيين على تحطيم تمثال صدام حسين وسط التهليل والتكبير والزغاريد .

فعلا كثيرا ما تغنى الراحل صدام حسين طوال الأشهر التي سبقت هذا اليوم ، بأن بغداد ستكون مقبرة للغزاة في ضوء ما تتمتع به من تحصينات ، لكن وقتها تبين اختفاء القوات العراقية منها ولم يعد هناك لا فدائييه ولا جنود حرسه الجمهوري ، بل ولا أحد من القادة  العراقيين ، وبات المشهد خاليا من أي شخص قادر على حمل السلاح في وجه القوات الأمريكية سوى عدد من المتطوعين ، سقطت ..نعم سقطت بغداد في مشهد من أهم الأحداث التي غيرت تاريخ المنطقة العربية ، سقطت لأجل شعارات نشر الديمقراطية ونزع أسلحة الدمار الشامل وإطلاق الحريات ، وبعدها وقع الذي وقع ..رفع العلم الأمريكي ، وأستقبل بعض الأغبياء الدبابات الأمريكية بالورود ، وتحولت عاصمة العرب إلى مدينة أشباح ، انتشر فيها اللصوص الذين لم يتركوا شيئا أمامهم إلا ونهبوه ، نعم سقطت بغداد ففتحت سجون أبو غريب للرجال والنساء ، وتم تفكيك الجيش العراقي الذي كان يعتبر من أقوى الجيوش في المنطقة ، ودمرت المؤسسات ، ولم يحافظ الأمريكيين إلا على وزارة النفط والآبار والحقول التي كلفوا وحدات خاصة لحمايتها.

سقوط بغداد ..فبين هذا الخبر والخبر الموازي المتمثل في استحالة ذلك ، أصبح الشعب العراقي والعربي أمام حقيقة تغير النظام ، ومنذ ذلك اليوم والعراق تسقط يوميا تارة جراء الاحتلال الامريكى وتارة أخرى جراء الإرهاب والطائفية وتنظيم داعش الذي انضم مؤخرا لقائمة مدمري بلاد الرافدين ، والذي تسبب بمجازر وخراب ومآسٍ إنسانية عمت جميع أرجاء البلاد ، ضمن مشروع دموي شمل تحطيم الحجر والبشر ، وحضارة ضاربة في تاريخ الإنسانية في بلاد العرب والمسلمين ، سقطت بغداد وعزها ومجدها وقائدها المفدى وسقطت من بعده عواصم العروبة ، في سيناريو خطط له في إحدى الغرف المظلمة ، سقطت بغداد وطرابلس وسرت وصنعاء ، حينها دخلت الجزائر التي عانت ويلات الإرهاب بمفردها في سياسة راشدة حكيمة وهو النأي بالنفس بل وإصلاح ما يمكن إصلاحه بين من اختلف من قادة العرب.

سقطت بغداد والكل شهد خاتمة رمزه صدام حسين وطريقة نهايته وتوقيتها ،عندما عرضت كل شاشات العالم لحظات الإعدام والتي سبقت أضحية العيد ، الذي ينتظره أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم ، في عملا يتنافى مع كل الشرائع والأديان إعدام رئيس عربي ، حافظ على وحدة العراق وكان رمزا لنظام وطني لم يساوم فيه على وحدة العراق واستقلالية قراره وسيادته ، له ما له من دلالات وعبر وأحداث وقعت ولاتزال تقع لحد كتابة الأسطر ، فسلم اللهم سلم .. سلام على بغداد ودجلة والفرات ، سلام على فندق الرشيد وشارع فلسطين والمتنبي والمأمون والمقاهي البغدادية العتيقة ، سلام على ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين واليمن، سلام على روح شهداء الجزائر  ، سلام على من أحب الوطن.

عن amara

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: