نـبـض الـجـزائـر
ما عرفنا الربيع هكذا….؟؟؟
بقلم الكاتب :إلياس بولدون
كان الإنسان يسمع عن الربيع أنه من الفصول الأربعة، لكن انقلب الوزن والمفهوم إلى شيء آخر، ودخل في مجال لم يتوقعه الكثير من البشريّة، تحول فجأة من الطبيعة إلى السياسة، وهذا مما جعل النفوس البشرية تحتار في أمرها بأنّ الربيع هو فصل تتفتح فيها الأزهار و تفرش أرض الطبيعة ببساط جديد و تعيد لها جمالها و أناقتها، يجلس الإنسان أمام الورود و في وسط الطبيعة و حوله الأشجار و النسيم يملئ المكان برحيق الأزهار، و يسجل في مذكرته بأنّه أجمل أيام قضاها في حياته و يصبح أسعد إنسان على وجه الأرض، انقلب اعتقاد الناس وتحول إلى شيء لم يكن في الحسبان ، أصبح الإنسان يشك في الربيع و يقول هل هو الربيع الذي اعتدنا عليه ، أم أنه انحرف عن مساره المعهود؟؟، و دخل السياسة في ظل ما يسمى “الربيع العربي” وهو متعجب في ذلك، وانعرج في طريق الظن بأنه سوف يجد حياة أجمل مما يتوقع، لكن وجد صوت الرصاص يرافقه أينما حل و ارتحل في شوارع المدينة، يسمع أصوات الأطفال يصرخون و يطالبون النجدة والمساعدة من القلوب الرحيمة ،فجأة حلّ خبر وفاة الربيع الذي اعتقده الكثير من الناس، إنّـه ربيع الياسمين، الذي يعيد فيها جمال السياسة أو الدولة إن صح التعبير.
الشرارة الأولى انطلقت من تونس ثم انتقلت إلى ليبيا ثم مصر ثم اليمن و سوريا حاليا، ما يثير انتباه المهتمين في القضايا العربية أنّ تلك المدن التي حلّ بها هذا الربيع لم تشهد الاستقرار والأمن و السلام،سوريا أبسط مثال على ذلك لكي تتضح الصورة جيدا، تغيرت الحياة في دقائق معدودة فقط، لتصبح شوارع سوريا في خبر كان، وينهار ذلك الإرث التاريخي وتلك الحضارة التي تمتد إلى قرون وقرون.
ليبيا تعيش مرحلة انتقالية و مشكلة انتشار السلاح وسط شعبها الكريم بصفة عشوائية في كل مكان مما سهل ظهور تنظيمات إرهابية جديدة في المنطقة وهذا يشكل خطرا على الحدود الجزائرية، وقيام الدولة من جديد يتطلب جهود وجهود من كل أطياف المجتمع و ما على الدول الإفريقية تقديم يد العون و خبرتها من أجل إخراج المنطقة من الأزمة و هذا لا يكون إلا بجهود الجميع دون استثناء.
أسئلة كثيرة تطرح عن”الربيع الغربي الصهيوني” حقيقته وأهدافها و مخططه ، فلا نملك إجابة دقيقة ، ما علينا أن ندع الأيام و الزمان هو الفاصل و يخبرنا عن ذلك و التاريخ يسجل ذلك.