يحتضن المركز الجامعي أمين العقال الحاج موسى أق أخموك بولاية تمنراست ، هذا السبت فعاليات الملتقى الدولي العاشر لزاوية الشيخ مولاي الشريف الرقاني لتعليم القرآن الكريم ، والموسوم بـ ” الحفاظ على الثوابت الوطنية في ظل المتغيرات الدولية و الاقليمية ” ، الذي تنظمه الزاوية بالتعاون مع مخبر العلوم والبيئة بالمركز الجامعي بتمنراست ، وتأطير نخبة من العلماء والأساتذة والباحثيين من داخل وخارج الوطن ، والذي من المنتظر أن يدرس تحليلا ونقاشا عدة مفاهيم ، وأيضا بالإجابة عن تلك الاستفهامات العالقة أمام حجم التحديات التي تواجه الجزائر في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية ، وهو ما جعل من القائمين على هذا الملتقى ، ومن ورائهم عشرات الأساتذة والمختصين ، ناهيك عن جموع الطلبة والباحثين الى تحمل المسؤولية ، وفتح ملف الدولة الوطنية ووحدة المرجعية في ظل مخططات تستهدفها وتدفع إلى تفكيكها من خلال إحداث الفتن الطائفية أو تحريك النعرات القبلية أو تشكيل مفهوم الاقلية ، لضرب وحدة المجتمع ووحدة الدولة.
وفي تصريح خص به الجديد اليومي يقول الاستاذ الشريف الرقاني ، رئيس الملتقى وشيخ زاوية الرقاني القرآنية ، الملتقى يأتي تزامنا مع ذكرى وفاة الشيخ الروحي للزاوية سيدي محمد بن مولاي هاشم ، كما أنه يندرج ضمن سلسلة الندوات والأيام الدراسية والملتقيات العلمية الاجتماعية ، الثقافية الدينية والروحية الدولية والوطنية و الجهوية التي تنظمها زاوية الشيخ مولاي الشريف الرقاني ، خدمة – على حد قوله – للمجتمع واستقرار الوطن و ترسيخ الأمن الروحي به ، وذلك من أجل المحافظة على دور الزاوية الاجتماعي و الثقافي التربوي و العلمي والديني والروحي و الأخلاقي ، فضلا على تعليم القرآن وتحفيظه والدور الذي قامت به الزاوية في الحفاظ على الهوية ، وبالتالي يقول الأستاذ الرقاني ومع كل هذه الشواهد وفي إطار جهود الزاوية الدائمة في خدمة المجتمع ، والتعاون مع مؤسساته تعمل الزاوية على القيام بواجبها الأخلاقي والأدبي تجاه الوطن و المجموعة الدولية الإسلامية والمجتمع ، ويأمل الرقاني من الملتقى الذي يحظى برعاية كريمة من فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ، والذي دفعتنا اليه قناعتنا الإسلامية والوطنية أن يكون النقاش هادف وبناء لأجل الحفاظ على الثوابت الوطنية في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية.
ومن الملاحظ فموضوع ملتقى زاوية الرقاني جدير بالمتابعة والاهتمام العلمي والبحثي ، في ظل الجهود الرامية في أكثر من صعيد لأجل التصدي وإيجاد حلول للأحداث التي عرفتها المنطقة العربية منذ مطلع الالفية ، وعالم متغير يعرف تحولات متسارعة و أحداث متتالية ، وإقليم متأزم فقد مقاليد ومعايير القيم ، وأضحت فيه التهديدات لتماسك الدولة الوطنية على المحك ، وموجات متسارعة ومتعاقبة من الافكار والمعتقدات الدخيلة ، مما يفتح ملف الدولة الوطنية ووحدة المرجعية ، وإعادة القراءة والتحليل بل التوقف طويلا وطرح جملة من التساؤلات ، التي لا تنتهي والتي في كثير من الاحيان لا تجد مبرراتها .
عماره بن عبد الله