ينظم قسم الحقوق بجامعة “محمد خيضر” ببسكرة، يوما دراسيا حول ظاهرة “انتحار الأطفال في المجتمع الجزائري، بين الوقاية والمكافحة”، تتناول محاوره الإطار المفاهيمي للظاهرة، آليات مواجهة انتحار الأطفال في الجزائر وتجارب الدول الرائدة في مجال مواجهة انتحار الأطفال.
حسب مطوية الملتقى الذي سينعقد يوم 17 أفريل 2018، فإن الجزائر شهدت خلال السنوات الأخيرة انتشارا مقلقا لظاهرة انتحار الأطفال، بعد أن كانت حكرا على الشباب أو كبار السن، رغم صغر سن هؤلاء الأطفال، إلا أنهم اختاروا وضع حد لحياتهم، فبعضهم كانت سذاجتهم ونقص إدراكهم سببا في وفاتهم بعد تقليدهم لشخصيات كرتونية أو أفلام عنيفة.
أما البعض الآخر، حسب المطوية، فقد أقدموا على الانتحار بسبب دخولهم في تحديات مع ألعاب إلكترونية عن طريق تنفيذ تعليمات هذه الألعاب بالانتحار، كلعبة “الحوت الأزرق” التي ظهرت بين أوساط التلاميذ. كما أن البعض منهم مروا بمشاكل أدى تراكمها إلى زرع اليأس ونقص الأمل في نفوسهم، فاتخذوا من الانتحار حلا يخلصهم من تلك المشاكل وآلامها، وفيهم من وقع ضحية تحرش جنسي، وهو ما دفع به إلى الانتحار، خوفا من تأنيب أوليائهم وانتشار الفضيحة بين أفراد عائلاتهم.
لعل ما جعل المختصين من ميادين مختلفة يدقون ناقوس الخطر، للحد من الظاهرة الخطيرة التي زرعت الخوف عند العائلات، خاصة من فقدوا أحد أطفالهم في لمح البصر، بعد أن وجدوا أطفالهم جثثا هامدة، مخلفين صورا مرعبة حفرت بذاكرة أهاليهم، لترفع أرواحهم تاركين وراءهم فراغا رهيبا، وأسئلة كثيرة حول سبب إقدامهم على وضع حد لحياتهم، وهم الذين لا يعون من الحياة شيئا.
كل هذا يؤشر على تغييرات جوهرية حدثت في بنية المجتمع الجزائري، الذي لم يكن يعرف مثل هذه الظواهر من قبل، مما قاد الباحثين إلى طرح إشكالية “ما هي أسباب انتشار هذه الظاهرة؟ وهل هي مسؤولية الأسرة أم المجتمع أم السلطة؟ وما هي الحلول المناسبة والمقترحة للحد من انتحار الأطفال”؟.
تتمثل المحاور في شرح إطار مفاهيمي حول انتحار الأطفال، آليات مواجهة انتحار الأطفال في الجزائر وتجارب الدول الرائدة في مجال مواجهة انتحار الأطفال، إذ يهدف اليوم الدراسي إلى التعرف على الأسباب التي أدت إلى انتحار الأطفال في السنوات الأخيرة بالمجتمع الجزائري، والوقوف على الحلول والآليات الفعالة بهدف الوقاية ومكافحة المشكلة في المجتمع الجزائري، من خلال التطرق لمسؤولية السلطة ودور الأسرة والمجتمع، فضلا عن تسليط الضوء على بعض تجارب الدول في مجال مواجهة مشكلة انتحار الأطفال في مجتمعاتها، من أجل التوصل إلى تقييم الآليات التي وضعتها الجزائر للتصدي إلى هذه المشكلة من جهة، ومحاولة الوصول إلى بعض الحلول الفعالة التي ينبغي على الجزائر الأخذ بها.
ع.ن