يحتضن المركز الجامعي أمين العقال الحاج موسى أق أخموك بولاية تمنراست، بحر الأسبوع القادم فعاليات الملتقى الدولي العاشر لزاوية الشيخ مولاي الشريف الرقاني لتعليم القرآن النور، والموسوم بـ ” الحفاظ على الثوابت الوطنية في ظل المتغيرات الدولية والاقليمية «، الذي تنظمه الزاوية بالتعاون مع مخبر العلوم والبيئة بالمركز الجامعي بتمنراست، وتأطير نخبة من العلماء والأساتذة والباحثين من داخل وخارج الوطن.
الملتقى المذكور والذي ستدار أشغاله يومي السابع والثامن من الشهر القادم من المنتظر أن يدرس تحليلا ونقاشا لعدة مفاهيم، وأيضا بالإجابة عن تلك الاستفهامات العالقة أمام حجم التحديات التي تواجه الجزائر في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية ، وهو ما جعل من القائمين على هذا الملتقى ، ومن ورائهم عشرات الأساتذة والمختصين، ناهيك عن جموع الطلبة والباحثين الى تحمل المسؤولية ، وفتح ملف الدولة الوطنية ووحدة المرجعية في ظل مخططات تستهدفها وتدفع الى تفكيكها من خلال إحداث الفتن الطائفية أو تحريك النعرات القبلية أو تشكيل مفهوم الاقلية ، لضرب وحدة المجتمع ووحدة الدولة .
وعن أهداف الملتقى الدولي لزاوية الشيخ الرقاني والذي تحظى طبعته العاشرة برعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، يقول شيخ الزاوية الاستاذ الشريف الرقاني ، فالملتقى الذي يأتي تزامنا مع ذكرى وفاة الشيخ الروحي للزاوية سيدي محمد بن مولاي هاشم ، يندرج ضمن سلسلة الندوات والأيام الدراسية والملتقيات العلمية الاجتماعية ، الثقافية الدينية والروحية الدولية والوطنية و الجهوية التي تنظمها زاوية الشيخ مولاي الشريف الرقاني ، خدمة – يضيف رئيس الملتقى – للمجتمع واستقرار الوطن و ترسيخ الامن الروحي به ، وذلك من أجل المحافظة على دور الزاوية الاجتماعي و الثقافي التربوي و العلمي والديني والروحي و الأخلاقي ، فضلا على تعليم القرآن وتحفيظه والدور الذي قامت به الزاوية في الحفاظ على الهوية ، وبالتالي يقول الاستاذ الرقاني ومع كل هذه الشواهد وفي إطار جهود الزاوية الدائمة في خدمة المجتمع ، والتعاون مع مؤسساته تعمل الزاوية على القيام بواجبها الأخلاقي والأدبي تجاه الوطن و المجموعة الدولية الاسلامية والمجتمع ، وهذا نأمل من الملتقى الذي دفعتنا اليه قناعتنا الاسلامية والعروبة والوطنية أن يكون النقاش هادف وبناء لأجل الحفاظ على الثوابت الوطنية في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية على حد قول الاستاذ الشريف الرقاني .
وحسب الدكتورعبد الله عماري رئيس اللجنة العلمية للملتقى الدولي العاشر لزاوية الشيخ الرقاني والموسوم بـ ” الحفاظ على الثوابت الوطنية في ظل المتغيرات الدولية و الاقليمية ” فالملتقى الذي سيؤطره نخبة من الأساتذة والباحثين من داخل الوطن وخارجه ، يتمحور حول عدة نقاط ومحاورأهمها: محددات ضبط مفهوم الثوابت الوطنية (ماهية الثوابت الوطنية والعلاقة بين الثوابت و الوطنية ) ودراسة وضعية العالم العربي في ظل التحديات الاقليمية والدولية التحديات التي تواجه الهوية والثقافة ، إضافة إلى التطرق الدولة الوطنية والأجندات الطائفية ، وشروط الحفاظ على الهوية و الثقافة الاسلاميتين ، والأمن الفكري ومحددات الحماية ، كما سيتناول الملتقى يضيف العماري الاستاذ الجامعي ، مدير معهد الآداب واللغات بالمركز الجامعي أمين العقال الحاج موسى أق أخموك بولاية تمنراست ، صاحب المشاركات العلمية والفكرية والإعلامية وطنيا ودوليا ، والعديد من الاصدارات و المنشورات في المجلات العلمية المحكمة ،إلى تعزيز الأمن الروحي و تأثيره في سلوكيات الفئات الاجتماعية ، ومحددات بناء مناعة وقائية للحفاظ على الثوابت الوطنية ، ناهيك عن رسم استراتيجية وطنية للتصدي والصمود للحفاظ على الثوابت الوطنية في ظل المتغيرات ، فضلا يختم العماري الى الاستثمار في القوة الإعلامية ، وجعلها في خدمة المجموعة الوطنية.
للإشارة فموضوع ” الحفاظ على الثوابت الوطنية في ظل المتغيرات الدولية و الاقليمية ” الذي تناقشه الطبعة العاشرة ، للملتقى الدولي لزاوية الشيخ الرقاني ، موضوع جدير بالمتابعة والاهتمام العلمي والبحثي ، في ظل الجهود الرامية في أكثر من صعيد لأجل التصدي وإيجاد حلول للأحداث التي عرفتها المنطقة العربية منذ مطلع الالفية ، وعالم متغير يعرف تحولات متسارعة و أحداث متتالية ، وإقليم متأزم فقد مقاليد ومعايير القيم ، وأضحت فيه التهديدات لتماسك الدولة الوطنية على المحك ، وموجات متسارعة ومتعاقبة من الافكار والمعتقدات الدخيلة ، مما يفتح ملف الدولة الوطنية ووحدة المرجعية ، وإعادة القراءة والتحليل بل التوقف طويلا وطرح جملة من التساؤلات ، التي لا تنتهي والتي في كثير من الاحيان لا تجد مبرراتها .
عماره بن عبد الله