تتواصل مهزلة إرسال الإطارات الجامعية لجامعة قاصدي مرباح بورقلة إلى احد مراكز التكوين المهني بتونس في إطار المنح المخصصة من قبل الوزارة لتحسين المستوى وتبادل الخبرات، حيث كشفت مصادر مطلعة “للجديد اليومي” أن جامعة قاصدي مرباح قامت بإرسال دفعات من إطاراتها إلى كلية الإدارة والتصرف بسوسة من أجل إجراء تكوين قصير المدى محدد بعشرة أيام، إلا أن إطاراتنا الجامعية وجدوا أنفسهم في فندق من أربعة نجوم ليتلقوا محاضرات في نفس الفندق لمدة ثلاثة أيام ثم رحلات سياحية لمدة ثلاثة أيام أخرى ويتوجوا بشهادة تثبت تكوينهم في مركز للتكوين المهني الخاص يقل مستواه بكثير عن مستوى مراكز التكوين المهني ببلادنا وذلك بتكاليف تزيد عن 600 اورو للشخص الواحد.
الإطارات التي تلقت التكوين بهذا المركز أجمعوا على أن مستوى الأستاذ المحاضر يقل بكثير عن مستواهم بالإضافة إلى إلقائه دروس ومحاضرات في تخصصات بعيدة كل البعد عن تخصصهم بمعنى أنهم لم يستفيدوا من أي شيء.
المصادر المطلعة ذكرت “للجديد اليومي” أن الكلية التي أرسلوا إليها لم يروها قط ولا حتى مركز التكوين المهني وأن الاتفاق يتضمن 10 أيام من التكوين، إلا أن المدة لم تتجاوز ثلاثة أيام مغلقة ومنحنا شهادة تتضمن تكوينا لمدة 6 أيام وهو ما يعني تلاعب واحتيال واضح وبعلم السلطات المعنية.
الجديد اليومي” وبعد إجرائها تحريات حول الجامعة ومركز التكوين المهني تبين أنها كلية خاصة تترأسها السيدة “أولفت” ولديها مركز للتكوين المهني تحت اسم(أولغا) كفرع من الجامعة لا يرتقي إلى مراكز التكوين المهني العالية التي يمكن أن تقدم إضافة للمكونين به بل أن هناك مراكز تكوين ببلادنا تعتبر رائدة وذات خبرة يمكن أن تقدم الكثير لو تم التعاون معها دون اللجوء إلى تبذير العملة الصعبة وصرف أزيد من 600 اورو على كل شخص مقابل 6 أيام بتونس في الوقت الذي تعاني فيه الجزائر من الصعوبات الاقتصادية جراء نقص العملة وتأكيدات رئيس الجمهورية بضرورة التقشف وترشيد الإنفاق.
من المهازل التي باتت تثير علامات الاستفهام والغرابة وتتطلب البحث الدقيق من قبل الجهات المعنية هي طريقة تسديد المصاريف التي تمت نقدا من قبل المشاركين مما يعني أن هناك أمور مبهمة تتم في الخفاء ناهيك عن المعاير التي تم الاعتماد عليها في اختيار الكلية والمستوى الضعيف للمكون الذي تتعدى إطاراتنا مستواه بكثير وعن المدة التي تم تقليصها إلى ثلاثة أيام، إنها أسئلة باتت تطرح نفسها بإلحاح لكشف حقيقة تبذير العملة الصعبة ومن المستفيد من هذه المهزلة التي أضرت بسمعة الجزائر قبل أن تمس اقتصادها.
ومما ذكرته أيضا بعض المصادر المتابعة للشأن الجامعي بورقلة والمطلعة على خبايا الأمور أن هناك إطارات جامعية نافذة استفادة من منح للتربص في دول أخرى تعتبر أكثر تطورا من تونس بعد إحضارهم رسالة الاستقبال من قبل الجامعة المضيفة حسب الطريقة المعمول بها سابقا مما يعني أن العملية برمتها تمت وفق تصنيف وتميز للمتربصين.
من جهة أخرى وبعد عمليات البحث التي قامت بها “الجديد اليومي” لكشف حقيقة هذه التربصات الغريبة بتونس اتضح أن العملية لم تشمل كل الجامعات الجزائرية وإنما بعضها فقط لتبقى طريقة اختيارهم لهذه المركز محل استفهام إن كانت اختيارية أم بأوامر كتابية من الوزارة أم هي أوامر شفوية أم أنها تمت على مستوى عمداء الجامعات؟
نكتة التكوين بتونس وفي مركز للتكوين المهني مقابل مبالغ كبيرة للعملة الصعبة أصبح أضحوكة بين الإطارات الجزائرية التي تملك خبرة ومستويات كبيرة في المجالات العلمية والإدارية لتجد نفسها تتربص لدى أساتذة اقل منهم خبرة وعلما بدعوى الرفع من المستوى فهل الملايير التي صرفتها الدولة في الجامعات والمعاهد وتكوين الإطارات الجزائرية التي يضرب بها المثل ذهبت هباء منثورا ؟
محمد عثماني