أبدى سكان الولايات الجنوبية استيائهم وقلقهم إزاء غياب المرافق الترفيهية التي من شأنها استقبال العائلات خلال العطلة نظرا لبعد المناطق الساحلية التي لا تقل مسافة الوصول إليها عن 600 كم بالإضافة لارتفاع تكاليف التنقل إليها· وباستثناء غابات النخيل والكثبان الرملية التي لا تعتبر في متناول جميع العائلات نظرا لعدم امتلاك اغلبهم لوسائل نقل خاصة،
تفتقر هاته المناطق للمرافق والمنشآت الترفيهية البديلة على غرار المسابح الجوارية والحدائق العمومية والمساحات الخضراء التي من شأنها احتضان على الأقل فئة الأطفال الذين يقضون يوميات عطلتهم باللعب في الشوارع والتوجه نحو البرك والاحواض لمواجهة موجة الحر والفضاءات الخضراء لقضاء العطلة الربيعية في غياب أدنى شروط الحماية والأمن لسلامتهم مما عرض الكثير منهم إلى الهلاك. وقد سبق للمواطنين أن طالبوا السلطات المحلية في مناسبات عديدة بضرورة إدراج جملة من البرامج التنموية التي تصب في هذا المجال لمواجهة النقائص والحرمان المفروض على هذه المناطق، رغم توفرها على مؤهلات طبيعية واعدة في مجال السياحة إلا أنها لم تستغل بشكل يخدم سكان المنطقة ويدعم القطاع بالولايات الجنوبية ، وتعد العديد من دور الشباب والنوادي الموجهة لهذه الفئة مجرد جسد بلا روح لانعدام الإمكانيات والوسائل التي تمكن الشباب من استغلالها وتنمية مواهبهم عبرها، حيث تسلم العديد من هذه المنشآت بدون تجهيزها، وإن جهزت فهي ليست في متناول الجميع وإنما لفئة معينة، وأمام النقائص الكثيرة المطروحة تبقى يوميات المواطنين المحرومين من مرافق الترفيه ، محصورة بين المنزل والعمل ومواجهة جملة المشاكل التي تطفو على السطح في فصل الربيع و الصيف وفي مقدمتها وبدون منازع أزمة العطش. التي باتت تؤرق الاهالي وتدفع الابناء لمواجهتها بدل قضاء العطلة
سعد مقداد