ترامب إذ يعين خبيرة تعذيب وسجون سرية!

“إن جينا جاسوسة مثالية ووطنية مخلصة تملك أكثر من 30 عاما من الخبرة في الوكالة. وهي أيضا قيادية محنكة مع قابلية ممتازة للقيام بالمهام ودفع من يحيطون بها!” مايك بومبيو، حين كان مديرا ولكالة المخابرات المركزية.

غرّد ترامب بالأمس “جينا هاسبل ستصبح المديرة الجديدة للـسي آي اي وهي أوّل امرأة تتولّى هذا المنصب. مبروك للجميع!”

ومن لا يعرف جينا شيري هاسبل، Gina Haspel، فهي التي ظهرت في أكثر من صورة في سجن أبو غريب بالعراق، وأشهرها مع جثة عراقي “قامت بتعذيبه وإحراقه بالكهرباء سنة 2007” . لعل البعض يذكر!؟

مايك بومبيو كان قد قال عند تعيينها : “إن جينا جاسوسة مثالية ووطنية مخلصة تملك أكثر من 30 عاما من الخبرة في الوكالة. وهي أيضا قيادية محنكة مع قابلية ممتازة للقيام بالمهام ودفع من يحيطون بها”. فقط السيناتوران الديمقراطيان رون ويدن ومارتن هينريش أعلنا يومها أن “مسيرتها لا تؤهلها لهذا المنصب”!

تعليقا على الجدل الدائر حول الرئيسة لجديدة لـ”CIA”  ، دعا مايكل هايدن، الرئيس الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية إلى “عدم لوم الأشخاص على تنفيذ المسؤوليات الموكلة إليهم”.

شبكة الـ” “CNN  نقلت عن هايدن قوله بشأن إشراف جينا هاسبيل على تعذيب مشتبه بهم في قضايا إرهاب في سجن تديره الولايات المتحدة في الخارج: “نعم، لا بد لمجلس النواب من التدقيق في هذا (قضية التعذيب) نحن جميعا لدينا تاريخ، وعندما تكون أمام مجلس النواب للمواجهة فإنهم يريدون معرفة أمور عن تاريخك، وتاريخ جينا سيكشف أنها قامت بعملها ولم ترفع يدها بحماس للمشاركة والقيام بذلك وأنها قامت بذلك من دافع المسؤولية الملقاة على عاتقها ووجهت للقيام بذلك وأخبرت من قبل وزارة العدل حينها أن ما تقوم به متوافق مع القانون”.

أما العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية، إدوارد سنودن، Edward Snowden أن المديرة الجديدة لـCIA، فقد قال: “من اللافت أن المديرة الجديدة لـCIA التي عذبت أشخاصا، لن تتمكن، على الأرجح، من زيارة الاتحاد الأوروبي للقاء رؤساء الاستخبارات الأخرى دون مواجهة خطر اعتقالها بفضل الشكوى، التي تقدم بها المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، في نيابة ألمانيا”.

مؤسسات حقوقية عدة، من بينها المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، أكدت إن هاسبيل متورطة في عمليات تعذيب المشتبه بهم في الإرهاب داخل المعتقلات التابعة للاستخبارات الأمريكية أو ما سمي بالنقط السوداء، .Black  Sites

هل تذكرون قضية أبو زبيدة الذي تعرض للتعذيب في سجن تابع للوكالة في تايلاندة بإدارة هاسبيل، كما يؤكّد حقوقيون ومسؤولون مطّلعون؟

وحدها هاسبيل، ونقلا عن صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، علّقت عن قرار تعيينها الجديد، بقولها: “بعد 30 عاما من العمل في الوكالة أشعر بشرف كبير لاختياري لهذا المنصب وعلى ثقة ترامب التي أهّلتني لتولّي منصب المدير الجديد لها”.

لكن إذا كان الرئيس ترامب، الذي لم يتردّد تيلرسون في نعته بالأحمق، فلا عجب مطلقا أن يعيّن هكذا وزراء ومسؤولين وبهكذا طريقة، ما دام لا يهتم له ولا لتغريداته ولا لتعييناته التويترية سوى “أشاوس” العرب ومهووسيهم به!!

ثم عسى رعونة ترامب هذه تكشف الوجه الحقيقي والدميم لهذه الولايات المتحدة التي يعتبرونها المرجع والمثال الذي يُحتذى ويعهدون إليها بمستقبل شعوبهم.

د. نبيل نايلي

عن ahmed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: