البوحمرون : واهم من قال إني انقرضت أو أحلت للتقاعد..!!
يشهد الشارع المحلي بولاية الوادي والجزائري عموما قلقا وتخوفا شديدين ، على وقع انتشار داء الحصبة ، أو ما يسمى ببوحمرون إذ أصيب به حتى الآن أكثر من ألف شخص ، وما يزيد عن عشرة وفيات ، ولعل ولاية الوادي هي من نالت حصة الأسد في هذا الرقم ، وأمام هذا الوضع يزداد الجدل حول تعامل وزارة حزبلاوي مع هذا الوباء الخطير وهو عبارة عن فيروسي شديد العدوى يصيب فيروسه الغشاء المخاطي التنفسي ، وينتقل بعد ذلك إلى باقي أجزاء الجسم ، ويتميز بحدوث ارتفاع حاد في درجة الحرارة مع بروز بقع بيضاء على مخاطية الفم ، ثم طفح جلدي أحمر على كامل أنحاء الجسم.
البوحمرون هذا الذي من المفروض أنه أحيل على التقاعد ، وسجل في دفتر الأمراض المنقرضة والذي شكلت عودته الغير مرحب بها حالة طوارئ حقيقية ، بسبب الانتشار اللافت لهذا الداء الذي تحول إلى قضية رأي عام ، وهذا ما يؤكد القول بأن الصحة والعلاج، مازالا مريضان في بلادنا ، وإلا هل يعقل أن تعود أمراض الفقر، رغم حملات التلقيح وتحسن مستوى المعيشة وغذاء الجزائريين..؟
انتشر البوحمرون أصيب من أصيب وقتل من قتل ..وهاهم الأهالي يتزاحمون هلعا وخوفا أمام مراكز التلقيح ووحدات العلاج ، وتزايدت الاتهامات والاتهامات المضادة ، لاسيما ما تعلق بإتهام بعض الجهات لوسائل الإعلام المحلية وبعض النشطاء ، بتهويل الأمر وبإثارة الهلع وسط الأهالي ، وهذا ليس بالغريب ولا الجديد ولن يكون الاخير..والفاهم يفهم ! ، فالأرقام والركض وراء جرعة تلقيح ومنصات التواصل الاجتماعي ، أكبر دليل على وجود وباء كان سببه الذي كان ، فهذا يتهم القطاع بفساد اللقاح ، والأخر يتحجج بتهاون المواطن وعزوفه عن إتباع رزنامة التلقيح .
لا ينكره إلا جاحد فالدور الذي قام به الإعلام المحلي ومستخدمي التواصل الاجتماعي ،عندما اكتشفوا هذا الوباء ، جدير بالاحترام والتقدير والثناء للدور الذي وصل إليه المواطن وحسه الأمني والوقائي ، هذا من جهة وللاهتمام الأمثل للإعلام الجواري ودوره الفعال في خدمة المجتمع وتنميته من جهة أخرى ، كما إنهم قادرون على محاصرته ، من خلال التحسيس والتركيز على أن الوقاية ، إضافة إلى مضاعفة التحذير والتنبيه والتوعية ، من أجل تقليص المخاطر وتحجيم عدد الضحايا، وإنقاذ “الأهداف السهلة” التي قد يستهدفها هذا الداء الذي يواصل زحفه المخيف عبر مختلف ولايات الوطن ، لينتشر في عدة ولايات في ظرف قياسي حاصدا مزيدا من الأرواح فاللهم سلم .