سجلت وزارة الصحة والسكن و اصلاح المستشفيات إلى غاية ليلة أمس الأول، 1047 إصابة بوباء الحصبة (البوحمرون) في ولاية الوادي، و720 حالة في ولاية ورقلة، مع تسجيل 5 وفيات (4منها في الوادي و1 في ورقلة)، بحسب ما أكده المكلف بالإعلام بالوزارة سليم بلقسام في تصريح نقله عنه موقع كل شيء عن الجزائر عربي، الذي أكد أن الحالتين المسجلتين في كل من العاصمة وتبسة هي حالات منعزلة.
الوزارة: ورقلة والوادي ليستا بؤرتي وباء
ورغم تطمينات وزارة الصحة، للمواطنين المتخوفين من انتشار وباء البوحمرون الذي يعتبر من أكثر وأسرع الفيروسات الوبائية انتشارا، يشهد الشارع الجزائري قلقا وتخوفا شديدين من خروج الوباء عن إطار السيطرة وانتشاره خارج حدود ولايتي الوادي وورقلة اللتين لايزال البوحمرون منحصرا بين حدودهما منذ بداية شهر جانفي، خاصة وأن منحى الإصابات سجل ارتفاعا حادا في الأيام الأخيرة. رغم محاولات الوزارة الوصية إبقاء الولايتين خارج نطاق البؤر الوبائية.
وفي هذا السياق يؤكد ممثل وزارة الصحة سليم بلقسام، بأن ولايتي الوادي وورقلة تبقيان خارج تصنيف البؤر الوبائية على اعتبار انها لاتزال تحت سلم التصنيف الذي يشترط تسجيل 5 وفيات في أسبوع واحد في نفس الولاية. وهو ما لم يتم تسجيله لحد الساعة في الولايات المعنية، مؤكدا بأن وزارة الصحة بدأت تسجل منحنى تنازلي للوباء بفضل تكثيف عمليات التلقيح في انتظار نهاية الوضعية الوبائية في الأيام القادمة في الولايتين.
وحمّل ذات المسؤول سكان الوادي وورقلة مسؤولية انتشار الوباء، بسبب عزوفهم عن التلقيح مؤكدا بأن بعض بلديات الوادي تسجل أضعف نسب تلقيح على المستوى الوطني بمعدل يصل إلى أقل من 80 بالمائة وهو ما يعزز إمكانية انتشار الوباء. حيث يشترط الخبراء عبر كل العالم أن تصل نسبة التغطية اللقاحية 90 بالمائة وهو المعمول به على المستوى الوطني، فيما تسبب عزوف سكان الوادي وورقة عن التلقيح في حدوث المشكل موضوع الحال. كما أكد ذات المسؤول بلان وزارة الصحة قامت بإطلاق عملية معاينة شاملة في الولايتين لتقييم المنظومة اللقاحية للولايتين للتأكد من احترام كل البروتوكولات.
فساد اللقاح غير مستبعد
من جانبه شدد رئيس الهيئة الوطنية للوقاية وترقية وتطوير البحث البروفسور مصطفى خياطي، في تصريح نقله عنه TSAعربي، على ضرورة حرص الوزارة على فتح تحقيق بخصوص انتشار وباء الحصبة (البوحمرون)، في ولايتي الوادي و ورقلة، وذلك من أجل الوقوف على الأسباب الحقيقية لانتشار الوباء، التي يرجح البروفيسور خياطي أن تكون نتيجة لاستعمال لقاحات فاسدة خلال السنوات الماضية، أو عدم ضمان نسبة 90 بالمائة من اللّقاح لأطفال المنطقة خلال السنتين الماضيتين.
ويؤكد البروفيسور خياطي في ذات السياق، حساسية وباء البروحمرون الذي ضرب ولايتي الوادي وورقلة، وحساسية لقاح “الروفاكس” الأحادي الفعالية، والذي يرجح خياطي أن استعماله خلال السنوات الماضية لم يخضع لشروط ومقاييس الاستعمال والحفظ وهو ما تسبب اليوم في الكارثة، مشيرا الى ان اللقاح يستدعي حفظه في درجة برودة لا تقل عن 6 درجات والاّ تفقد فعالياته. شرط يرجح خياطي ان مديرية الصحة لم تحترمه في الوادي وورقة على اعتبار أن المنطقتين صحراويتين تتميزان بارتفاع الحرارة، وهو ما جعل اللقاح بدون فعالية.
استنتاج آخر يضيفه خياطي إلى الأسباب التي يراها كانت وراء انتشار الوباء، وهو عدم احترام مسؤولي الصحة في المنطقة لقواعد المناعة من الوباء والتي تستلزم وصول التغطية باللقاح الى 90 بالمائة (تستلزم تلقيح 90 بالمائة من الاطفال)، أما ما دون ذلك فيعتبره خياطي عامل اخر من عوامل انتشار الوباء، ويؤكد خياطي ان نقص كميات اللقاح الذي شهدته السنتين الأخيرتين تسبب في عدم وصول اللقاح لكل أطفال المنطقة وهو ما أسفر عن الكارثة التي حلت في ولايتي الوادي وورقلة.
رشيد.ع