تحتضن جامعة قاصدي مرباح بولاية ورقلة ، بحر الأسبوع القادم فعاليات الملتقى الدولي السابع للسيرة النبوية والموسوم بـ ” المنهج النبوي في مواجهة أسباب التشدد بالتنمية المستدامة ” ، الذي تنظمه مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بذات الولاية بالتنسيق مع جامعة قاصدي مرباح ، وتأطير نخبة من العلماء والأساتذة والباحثيين من داخل وخارج الوطن .
الملتقى المذكور والذي ستدار أشغاله يومي الاثنين والثلاثاء القادمين من المنتظر أن يدرس تحليلا ونقاشا عدة مفاهيم ، وأيضا بالإجابة عن تلك الاستفهامات العالقة أمام حجم التحديات التي تواجه المسلمين على كل المستويات ، وهو ما جعل من القائمين على هذا الملتقى ، ومن ورائهم عشرات الأساتذة والمختصين ، ناهيك عن جموع الطلبة والباحثين الى تحمل المسؤولية لحماية معاني الوسطية وتعزيزها ، استنادا للمنهج الحياتي الواضح الذي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي يتميز باتفاقه مع كثير من مفاهيم التنمية المستدامة الحديثة ، كيف لا وهو المتميز بالربانية التي هي سر شموليته وتكامله وانسجامه ، مما جعله منهج شمولي التناول متكامل الجوانب يتفق مع آفاق التنمية المستدامة وبرامجها.
وعن أهداف ملتقى السيرة النبوية الذي تحظى طبعته السابعة برعاية فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وإشراف معالي وزير الشؤون الدينية ووالي ولاية ورقلة ، يقول مدير الملتقى السيد محمد عمر حساني مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية ورقلة ، فالملتقى يهدف إلى رصد سمات وخصائص المنهج النبوي في مواجهة التشدد من خلال المفاهيم النبوية التنموية ، وتشخيص الخلفية الفكرية والسلوكية الاجتماعية والنفسية للتشدد ، إضافة إلى تبيان علاقة الدين بشؤون الناس وواقعهم اليومي وأثره في دعم وتنظيم وتنسيق البرامج والجهود الساعية لجعل حياتهم أفضل وأكثر إيجابية على ضوء ما جاء في السيرة النبوية ، ويضيف حساني وهو ومن هو الداعية وأسد المنابر والمسؤول النموذجي ، والقامة العلمية الأكاديمية التي صالت وجالت بين أمصار العالم خدمة للعلم وإشاعته بين الأمم ، فالطبعة السابعة من الملتقى الدولي للسيرة النبوية تهدف كذلك إلى إرساء قواعد التنمية والتطوير من منظور الدين الإسلامي والسيرة النبوية مع بيان آراء وآثار الأديان الأخرى في هذا الشأن باعتبارها جاءت لترقية الإنسان ، وأيضا يعد دعم وتشجيع لدراسات التنمية والتطوير والمشاركة المجتمعية لاسيما تلك المؤصلة والمؤطرة دينيا بمنهج نبوي ، ناهيك عن كونها تعمل على تشخيص الجهود الفردية والمؤسسية التي تهدف إلى خلق برامج تنموية إسلامية ، فضلا عن كونها تسهم في نشر الدراسات والأبحاث الأصيلة في هذا المجال من خلال الدوريات العلمية المحكمة ذات العلاقة للتعريف بها وتوسيع فائدة المجتمع منها.
وحسب كاتب الدولة الأسبق المكلف بالاستشراف والإحصائيات الدكتور بشير مصيطفى ورئيس اللجنة العلمية للملتقى الدولي للسيرة النبوية في طبعته السابعة ، والموسوم بـ ” المنهج النبوي في مواجهة أسباب التشدد بالتنمية المستدامة ” فالملتقى الذي سيؤطره نخبة من العلماء والأساتذة والباحثين من داخل الوطن وخارجه ، يتمحور حول عدة نقاط ومحاورأهمها ، مفهوم التنمية المستدامة في ضوء القرآن الكريم والمنهج النبوي وتراث الأمة ومفكريها المعاصرين ، وأيضا سيناقشون على حد قول رجل الاستشراف الأول بالجزائر بشير مصيطفى إلى أبعاد التنمية المستدامة كالتعليم والصحة والبيئة والثقافة…. وغير ذلك ، ناهيك إلى محور التشدد ومفهومه ومظاهره وأسبابه وطرق علاجه من منظور المنهج النبوي ، كما سيتطرق المشاركون تحليلا ونقاشا إلى تشخيص الخلفية الفكرية والسلوكية الاجتماعية والنفسية للتشدد ،وإمكانية توظيف العلوم الإسلامية ومؤسسات التعليم الديني في ترقية برامج مع تقييم تجربة التنمية المستدامة في ضوء الأحكام الدينية.
للإشارة فموضوع ” المنهج النبوي في مواجهة أسباب التشدد بالتنمية المستدامة ” الذي تناقشه الطبعة السابعة ، للملتقى الدولي للسيرة النبوية ، المقام بولاية ورقلة العاصمة الروحية ، أين مقر تواجد المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا ، الزاوية التجانية وقلعة الشيخ مسعود بالمسعود ، مدينة العلم والعلماء ودور تحفيظ القرآن الكريم ، والذي يحمل شعار قوله صلى الله عليه وسلم : قوله صلى الله عليه وسلم:( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) ، جدير بالمتابعة والاهتمام العلمي والبحثي ، في ظل الجهود الرامية في أكثر من صعيد لأجل البحث عن حلول لمشكلات الإنسان المعاصر المعقدة وتلبية حاجاته المتزايدة في ما يسمى بالتنمية المستدامة ، ومن ثم كان ضروريا البحث عن إمكانية الاسترشاد بالمنهج النبوي في ابتكار مبادئ وقواعد عامة وشاملة للتنمية المستدامة ، قائمة على تنمية فكرية وروحية واقتصادية تعالج جذور التشدد وأسبابه في شتى مجالات الحياة.
عماره بن عبد الله