تحتضن بلدية الرقيبة تظاهرة أولى من نوعها في الجزائر تحمل أهدافا ساميا مخصصة لأعظم الحيوانات الصحراوية، وهي الإبل، إذ تنظم جمعية زهرة الرمال لترقية الإبل والماشية مهرجانا ثقافيا على هامش عرس جماعي لشباب المنطقة.
وأكد رئيس الجمعية الشاب مسعوني ياسين أن المهرجان جاء كفكرة من شباب غيورين على المنطقة وخاصة على تربية الإبل التي تعاني الويلات، وتسجل بها الكثير من النقائص رغم أنها من أعظم الحيوانات وأكثرها فائدة من كل الجوانب، ويهدف المهرجان المنظم يومي 19/20 مارس الجاري بشكل أساسي إلى إنشاء مزرعة نموذجية موجهة للإبل وهي عبارة عن محمية مخصصة لتربية الإبل، تحتوي على مختلف الأعشاب ومأكولات الإبل، كما أكد ذات المتحدث أن هاته المزرعة النباتية ستحتوي على مرافق عديدة بمواصفات عصرية ومتطورة من شأنها أن تعود بالفائدة على تربية الإبل، والحد من النزيف الحاد الذي تعرفه هاته الثروة الحيوانية، وبهذا الشأن خصصت أجنحة لمصلحة البيطرة، واحتوائها على مصنع لحليب الإبل ومشتقاته، وأخرى لبيع الأعلاف ومأكولات الإبل، كما تحوي آلات صديقة للبيئة وتحافظ عليها، وأجهزة تعمل بالطاقة الشمسية.
وأكد المهندس الشاب عزوز عبد الرحمان وهو صاحب الفكرة أن هذا المشروع جاء بعد المعاناة التي يواجهها مربو الإبل في صمت دون تلقي أي دعم أو اهتمام بمشاكلهم التي تجعلهم يخسرون في كل يوم مئات الملايين، وهناك العديد منهم تركوا هذه المهنة لعدم قدرتهم على مواصلتها، إضافة إلى تجدد المشاكل والعلاقات بين الجيران والولايات الأخرى بسبب الإبل والمراعي وتنقلها.
يأتي المهرجان لترويض النفوس وتحسين العلاقات والحد من المشاكل، وسيتم تجميع الإبل في المحمية الخاصة بها، والتي قد تفوق 35 ألف ٍاس من الإبل حسب الاحصائيات الرسمية، بينما أكد رئيس الجمعية أن العدد يفوق ذلك بكثير وهو ما يصل إلى 52 ألف رأس، يعني أنها تتطلب مساحة تفوق 200 هكتار.
وبهذا العدد يمكن انتاج مادة حليب الإبل ومشتقاتها من أجبان، وحليب، وحتى (الصابون) مصنع محليا، إضافة الى التوجه نحو التصدير، حيث أن سعر حليب الإبل في العالم يتراوح بين 4 الى 5 أورو.
ويقام مهرجان سيف المنادي بالرقيبة يومي 19/20 مارس الجاري بحضور مختلف المسؤولين وجموع كبيرة من المهتمين بمجال الاستثمار والتربية الحيوانية وخاصة الموالين ومربي الابل الذين سيقدمون نموذجا عن أحسن الابل الموجودة عنهم، كما سطر برنامج ثري لهاته التظاهرة الثقافية والاقتصادية، ويتضمن البرنامج معرضا لاهم منتجات حليب الابل، وعروض مختلفة كسباقات المهاري، وضيوف من خارج الولاية ومن بين أهدافه المحافظة على الثروة الحالية للإبل، وسبل الاستثمار في مجال الإبل في الجزائر، وكذا الحفاظ على الموروث الثقافي الأصيل للمجتمع الجزائري، وكل هذا المشروع الضخم هو بتمويل خاص من رئيس الجمعية الذي أكد أنه لم يتلق أي دعم لحد الآن من جهة كانت سواء مديرية المصالح الفلاحية التي ساهمت بمصلحة البيطرة، وينتظر أن يحظى هذا المهرجان بتغطية إعلامية واسعة واهتمام من قبل المختصين في مجال الفلاحة وتربية الحيوانات و كبار المستثمرين الذي يرغبون في انشاء مصانع لتصنيع وبيع حليب الابل ومشتقاته الصادق سالم