إقبال الجزائريات على المواد التجميلية المعروضة على الأرصفة

عرفت الآونة الأخيرة انتشارا واسعا لباعة الأرصفة، لمختلف أنواع السلع التي أصبحت تعرض وبشكل كبير على الطاولات والأرصفة نظرا لثمنها الزهيد الذي بمقدور كل امرأة اقتناؤها، مع عدم مراعاة مدى خطورة هذه المواد عليها، بالرغم من أن مواد التجميل المعروضة يمكن أن تكون قديمة ومنتهية الصلاحية، لانعدام الرقابة واللامبالاة من طرف الباعة والتجار الذين أصبح همهم الوحيد هو كسب المال على حساب المواطنين والمواطنات دون مراعاة أدنى الشروط.

غياب الرقابة على باعة الأرصفة

ونظرا لانعدام الرقابة على باعة الأرصفة وإقبال النساء على شراء مواد التجميل المعروضة في الشارع، فقد سجلت عدة حالات خطيرة إثر استعمال مثل هذه المواد الخطيرة السامة، كالالتهابات الجلدية وظهور البثور وحب الشباب، حيث تعرف مستحضرات التجميل المعروضة في الأرصفة أين كان الإقبال جد كبير من طرف النساء على المواد التجميلية المعروضة، وبأثمان رخيصة تصل إلى30 دينار، والتي غالبا ما تكون عرضة لأشعة الشمس طيلة اليوم

الثمن الزهيد سبب في الإقبال

فبالرغم من انتهاء صلاحية البعض من مواد التجميل واحتواء البعض الآخر على مواد ملوثة بفعل بقائها عرضة للهواء، إلا أن التجار يبيعونها بالرغم من مخاطرها التي تسبب أمراض جلدية سرطانية، وهذا كله راجع لانعدام الرقابة التي من المفروض أن تمنع تواجد مثل هذه المواد التي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة يصعب علاجها في بعض الأحيان.

ولا تقتصر خطورة الوضع على الباعة المتجولين والأسواق الشعبية، وإنما زحف نحو المحلات وبعض الفضاءات الأخرى المختصة في بيع مواد التجميل التي تشتري للأسف الثمن وليس النوعية الجيدة، وهو ما يمثّل خطرا حقيقيا قد يهدد صحة المئات من النساء ممن يقبلن على اقتناء هذه المواد السامة دون وعي بمخاطرها التي قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض جلدية قد تتعقد لتصل إلى السرطان في بعض الحالات.

وفي ظل الشروط والنصوص القانونية الخاصة بجانب احترام، مقاييس النوعية وشروط التغليف والتعبئة والتخزين والحفظ، إلا أن أغلبية الباعة والتجار لا يحترمون هاته القوانين، وهنا يظهر إهمال الجهات المعنية المكلفة بالمراقبة للتقليص من خطورة الوضع وحفاظا على صحة وسلامة المواطن بشكل عام.

شراء مواد التجميل من الأرصفة يدق ناقوس الخطر

ومن خلال جولة ميدانية قادتنا إلى بعض الأسواق الشعبية بالعاصمة، لاحظنا الإقبال الواسع من طرف النساء على مواد التجميل، دون مراعاة نوعية المنتوج وصلاحيته، فالمهم هو شراء مواد التجميل بثمن زهيد.

وفي هذا الصدد حدثتنا منال كانت متواجدة في سوق بن عمر بالقبة، أن صديقتها أصيبت بمرض خطير تسبب في ظهور بثور على بشرتها بسبب شرائها لمساحيق تجميل من إحدى الطاولات المتواجدة على الأرصفة التي تبيع مستحضرات مقلدة ومنتهية الصلاحية والتي تبيع بأثمان مغرية.

وكما هو الأمر بالنسبة للسوق الخاص بساحة الشهداء، حيث كانت الطاولات تعرض المواد التجميلية بشكل ملفت للانتباه، والإقبال كبير عليها من طرف النساء وفي ذات السياق أردفت سارة هي الأخرى أنها تشتري المواد التجميلية من الطاولات نظرا لثمنها الزهيد، مقارنة بالمحلات الأخرى التي تبيع بثمن باهض،بالرغم من علمها أنها قد تتسبب في أمراض خطيرة.

وفي المقابل أكدت لنا سيدة أخرى أنها ترفض شراء مواد التجميل من الطاولات المتواجدة في الأرصفة، وأنها تحذر النساء من اقتناء مثل هاته المواد، خاصة عندما تتعرض إلى أشعة الشمس، مشيرة إلى أنها استعملت كريمة مضادة لأشعة الشمس التي اشترتها من إحدى الطاولات بثمن رخيص والعبوة كانت مغلفة ومكتوبة كلها بلغة أجنبية، هذا ما جعلها تتوهم بأنها ماركة عالمية، إلا انه حدث العكس حيث تسببت لها في مرض جلدي-على حد قولها-.

ورغم تشدد وزارة الصحة ووزارة التجارة في مراقبة ومكافحة هذا الانفلات من السلع المغشوشة التي بدأت تغزو المحلات التجارية لتستقطب جيوب المواطنات وتهدد صحتهم، إلا أن مساهمة التجار في إنجاح ترويج مثل هذه السموم بقي متواصلا.

أخصائيو الأمراض الجلدية يحذرون

في هذا الصدد شدد الأطباء والصيادلة، على مدى خطورة المواد المعروضة على الأرصفة مؤكدين على خطورة استعمالها، حيث تنعدم لأدنى الشروط الصحية اذ تسبب في أمراض خطيرة مثل الحساسية والسرطانات الجلدية فالمستهلكين يقبلون عليها لانخفاض أسعارها ولانخداعهم في شكل العبوة التي تشبه عبوة الشركات العالمية والمعروفة لدى عامة الناس، فالماركة لا تعني جودة المنتج لأنه بالضرورة سيكون منتهي الصلاحية لذا يباع بأثمان رخيصة.

وقد أوضح أخصائيو الأمراض الجلدية في عديد المناسبات خطر مستحضرات التجميل المعروضة في الأرصفة والتي تبقى لمدة طويلة معرضة لأشعة الشمس فهي قد تكون سببا في الإصابة بسرطان الجلد وحساسية البشرة وأمراض أخرى قد لا تكون في الحسبان والمرأة مطالبة بمراعاة شروط الجودة في أي منتج للتجميل حتى تحمي نفسها وتحافظ على جمالها.

حيث أكد أطباء مختصون في الأمراض الجلدية أن رغبة كل امرأة في التزيّن والظهور بمظهر جميل لا يمكن كبحها بأي حال من الأحوال لذلك، وجب التنبيه إلى الخطر الكامن الذي قد يهدد صحة كل من تستعمل مثل هذه المواد التجميلية، التي لا تعرف مصدرها ولا مكوّناتها خاصة وأنه لا يمكن لغير العارفين والمختصين التفريق بين الماركات الحقيقية والمقلدة.

وعلى كل امرأة شراء مواد تجميل من الصيدليات لا غير وتجنب المحلات التجارية والأسواق، الا أن بعضهن لا يتماشى مع قدرة بعض النساء الشرائية، لكن ما يجب التأكيد عليه هو احترام الشروط الصحية على الأقل التي يجب أن تتوفر عليها وأبسطها استعمال مواد تجميل من مكان امن يحافظ على نظافة معينة ودرجة حرارة محددة.

مشيرين الى أن مواد التجميل المعروضة على أرصفة الطرقات لا تُراعي أبسط الشروط الصحية، فهي معرضة للشمس والغبار مما يجعلها غير صالحة للاستعمال في كثير من الأحيان ولذلك وجب انتقاء مواد التجميل الأكثر مأمونية.

ومؤكدين على أهمية القيام بما يسمى باختبار الحساسية عند استعمال مواد تجميل لأول مرة، وينصح في هذا الإطار بعدم استعمال كميات كبيرة تجنّبا للمخاطر التي قد تنجرّ عن ذلك في الاستعمال الأول إذا كانت المرأة تعاني مثلا من الحساسية لبعض المواد أو في حال احتواء ذاك المنتج على مواد سامة تضر بالبشرة.

زليخة عجيمي

عن ahmed

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

%d مدونون معجبون بهذه: